هذه الظاهرة نلمسها بوضوح في (يوسف الصديق) وإخوته الأحد عشر. ولا ريب في أن النبي يعقوب لم يكن شخصا يخص بعض أولاده بالعطف والمحبة أكثر من الآخرين، مضافا إلى أنه كان يوصي ولده (يوسف) بالنصائح اللازمة لعدم إثارة حوافز الحسد والحقد في نفوس إخوته، فمثلا عندما رأى الرؤيا التي تبشر بعظمته ورقيه أوصاه بأن لا يقص رؤياه على إخوته فيكيدوا له كيدا... مع هذا كله فإن الأخوة تذرعوا بحب أبيهم ليوسف أكثر من حبه لهم، وزجوا بأخيهم الصغير في خضم من المشاكل والمصائب المؤلمة.
تدارك المشاكل:
ينبغي للآباء والأمهات الذين يملكون طفلا ممتازا من بين أطفالهم ويحذرون أن يثير ذلك فيهم الشعور بالانتقام أن يتخذوا بعض التدابير الخاصة في منهاجهم التربوي فيحاولوا تدارك ما ينشأ في نفوسهم من الاحساس بالحقارة بالوسائل المناسبة. من تلك التدابير ما ورد في حديث عن الإمام الباقر عليه السلام:
«قال جعفر بن محمد عليهما السلام: قال والدي: والله لأصانع بعض ولدي وأجلسه على فخذي، وأكثر له المحبة، وأكثر له الشكر، وإن الحق لغيره من ولدي ولكن محفظة عليه منه ومن غيره لئلا يصنعوا به ما فعل بيوسف إخوته. وما أنزلت سورة يوسف إلا أمثالا لكيلا يحسد بعضنا بعضا كما حسد يوسف إخوته وبغوا عليه (1).
يستفاد من هذا الحديث بصورة جيدة أن أحد أولاد الإمام الباقر عليه السلام كان يمتاز على الباقين ببعض الصفات، فكان الوالد يخاف عليه من حسدهم، وفي نفس الوقت كان يرغب في أن لا يخدش عواطفهم، فكان يحترم غيره احتراما بالغا ليمنع بذلك من احساسهم بالحقارة ومحاولة الانتقام.
مشاركة الطفل في لعبه:
من وسائل إحياء شخصية الطفل مشاركة الكبير إياه في اللعب. إن