سكت وسكتوا. فقال علي ابن الحسين عليه السلام علي دينك كله. ثم قال علي بن الحسين: أما إنه لم يمنعني أن أضمنه أولا إلا كراهية أن يقولوا: سبقنا» (1).
وفي حديث آخر عن الإمام الباقر عليه السلام قال: «نظر أبي إلى رجل ومعه أبنه يمشي والابن متكئ على ذراع الأب. قال: فما كلمه أبي مقتا له حتى فارق الدنيا» (2).
الأطفال المدللون:
تظهر سيرة الأطفال الذين نشأوا معجبين بأنفسهم في أوقات مختلفة وبأشكال متنوعة.
هؤلاء الأطفال يؤذون آباءهم وأمهاتهم بأعمالهم الهوجاء، ويخلقون لهم مشاكل كبيرة.
«في الأسرة التي بكون فيها طفل مدلل، عندما يولد الطفل الثاني تتوجه ضربة قاصمة نحو الطفل الأول الذي كان مستأثرا بحنان والديه، لأن أسلوب تربيته كان خاطئا، لأنهم كانوا قد عودوه حتى اليوم الماضي على أن يكون المتنفذ الفعال في البيت وقرة عين والديه، وعلى أن يتحملوا غنجه ودله بكل رحابة صدر، ولكنه بتولد الطفل الثاني يجد أمامه رقيبا خطرا ليس مزاحما له في كل شيء فحسب، بل انه يحاول عزله عن منصبه وتنحيته عن السلطة التي كان يمتاز بها طيلة الأعوام السابقة. ولذلك فإن الطفل الأول لا يملك أي رد فعل لهذه الحالة ، ولا يعرف ماذا ينبغي له أن يقوم به... فنراه يبدأ بإظهار مشاعر الفوضى والشغب، وقد يتعمد التبول في فراشه ليلا بغية جلب أنظار والديه نحوه، أو يأخذ بالصياح والعويل من دون سبب، أو يتكلم بلكنة وتمتمة... وما شاكل ذلك من الأفعال المثيرة» (3).