بعام واحد. إن طول الشخص يزداد في مرحلة البلوغ من عشرين إلى خمس وعشرين سنتمترا، وهذا المقدار ليس كثيرا بالنسبة إلى مجموع نمو الإنسان، لكنه لما كان يحدث بسرعة وربما كان ذلك فجأة فإنه يبعث على الاستغراب والتعجب» (1).
«إن الأعضاء الداخلية للجسم تنمو بهذه الصورة أيضا، ويبلغ أكثرها الحد الأعلى من الزيادة في الوزن في مرحلة البلوغ. إن حصة القلب من هذا النمو كبيرة نسبيا، إذ أن حجمه يزداد بنسبة الضعف بين الثانية عشرة والسادسة عشرة ، هذا الازدياد في الحجم يتناسب طرديا ومرونة الأوردة والشرايين».
«تتغير المظاهر المهمة الأخرى للحياة أيضا، ولكن التغير الحاصل فيها يكون أبطأ، فمثلا تكون دقات القلب في مرحلة الطفولة 135 في الدقيقة الواحدة، وفي دور المراهقة تتناقض إلى 90 في الدقيقة، ثم تتناقص إلى 75 عند الذكور و 80 عند الإناث. ولهذا فإن تنفس البالغين أهدأ من تنفس الأطفال، في حين أن حجم التنفس الذي يقاس بواسطة جهاز خاص لذلك والذي يعد من العلائم المهمة للنشاط الحيوي، يزداد بنسبة كبيرة فيما بين الرابعة عشرة والسادسة عشرة» (2).
قال علي (ع): اعدى عدو للمرء غضبه وشهوته، فمن ملكهما عظمت درجته وبلغ غايته الغدد الداخلية والهورمونات:
تشكل الغدد الداخلية والهورمونات التي تفرز في الدم فصلا مهما من فصول علم الأحياء في نظر العلماء المعاصرين. ذلك أن نشاط الهورمونات معقد ومهم للغاية من الناحية العلمية. فهي تعلب دورا كبيرا في أساس نمو جسم الطفل، وفي موضوع البلوغ أيضا.