لكن الطفل يكتشف فيما بعد أنه يستطيع أن يحركها متى شاء. أنها يبعث الفرح والسرور في نفس الطفل بقدر ما يبعث استيلاء إمبراطور مستعمر على دولة من الدول الارتياح في نفسه. في هذه الحالة تخرج الأصابع عن حالتها المغتربة وتصبح جزء من الوجود. لقد لاحظت هذه الحالة في ولدي بصورة قطعية في السن الخامسة الأول مرة، وذلك عندما استطاع بعد محاولات عديدة أن يرفع الجرس الذي كان ثقيلا نوعا ما من فوق المنضدة ويضعه على نحو ينبعث منه الصوت... وإذ توصل إلى هذه النتيجة السارة أخذ ينظر إلى من حوله بابتسامة ذات مغزى» (1).
يعتبر كل من خروج الأسنان، والقدرة على مضغ الطعام، والتكلم والمشي، والشروع في الجري.
يعتبر كل من خروج الأسنان، والقدرة على مضغ الطعام، والتكلم والمشي، والشروع في الجري، واللعب نجاحا مستقلا يحصل عليه الطفل بالتدريج، ويبعث فيه السرور واللذة كل على حدة.
يجب على الآباء والأمهات الذين يرغبون في تنشئة أطفالهم على الاستقلال بالاعتماد بالنفس أن يستفيدوا من هذا القانون الفطري المودع في الطفل بالأمر الإلهي، وأن يؤسسوا منهجهم التربوي على أساس الميل الفطري له ومن الضروري أن يربياه على الاستقلال التربوي جنبا إلى جنب مع الاستقلال الطبيعي ليقف ذلك أمام أي اضطراب أو فوضى.
إحياء فطريات الطفل:
على الوالدين أن يمنحا الطفل شيئا من الحرية مراعيين في ذلك درجة وعيه وتكامله ينبغي أن يسمحا له بإحياء حس الإبتكار والميل نحو الاستقلال الفطري في أثناء اللعب والجري... وفي نفس الوقت ينبغي أن يراقباه مراقبة جدية، بحيث لا تخرج الحرية عن الحد المسموح به، ولا يسيء التصرف في ذلك.