هذه الجمل القصار للإمام عليه السلام تتضمن بيان قيمة التربية في دور الطفولة، والسعي في تلقي التربية، وإسداء الأب النصائح للولد، وإيجاد الشعور بالمسؤولية الشخصية، وإحياء روح الاستقلال عند الطفل، وتنمية الاعتماد على النفس والانقطاع عن الناس، والجد في أداء الواجبات، وأجر القيام بالواجب... وجميع الدقائق التربوية التي تتعلق بالشخصية والاعتماد على النفس.
ظهور الاستعدادات:
يعتبر الاستقلال في الإرادة والاعتماد على النفس منشأ لظهور الإستعدادات الداخلية.
هذا الخلق الفاضل يجب صاحبه إلى الناس ويمنحه جمالا اجتماعيا خاصا. وعلى العكس من ذلك فان الطفيلية تكبح المواهب والقابليات الباطنية وتسبب الكراهية للفرد من قبل الآخرين. إن الوالدين الواعيين مسؤولان عن تربية طفلهما على الاستقلال والإرادة بحيث يستطيع من العيش بكل فخار وعز... وهذه التربية إنما هي من الحقوق الدينية للأولاد على آبائهم.
قال الإمام السجاد عليه السلام: «... فاعمل في أمره عمل المتزين بحسن أثره عليه في عاجل الدنيا» (1) أي عليك أن تسلك مع الطفل سلوكا يسبب الافتخار والمباهاة له في المجتمع.
النشاط الفردي:
يستند ضمان السعادة الروحية والوصول إلى الكمال المعنوي إلى المسؤولية الفردية شأنه في ذلك شأنه في ذلك شأن السعادة الدنيوية. فكما أن النجاح المادي لكل انسان يرتبط بنشاطه الفردي ومقدار الجهد الذي يبذله، كذلك نجاحه المعنوي وتكامله الروحي فإنه يرتبط بمستواه من الإيمان والجهد الذي يبذله في ذلك المجال.