لم يقترب الطفل من الكذب، وإذا صادف أن جرت كذبة على لسانه فإن التجارب تثبت أن هذه الكذبة لا تصل إلى حد الخيانة والاجرام ولا تبعث بجذورها في قلبه».
«إن الضمائر الحية لهؤلاء الأحداث تشبه الأعشاب الربيعية في النعومة واللطافة، فلأجل أن تلاقي تنمية مناسبة ومتكافئة يجب أن تبقى في مأمن من هبوب الرياح الشديدة والميول التي قد تدحرها إلى الأبد، ومن المؤسف أن نجد أن هذه الفصائل الغضة كثيرا ما تجابه بالرياح الهوجاء».
«كثيرا ما يصادف وجود أخاديد واسعة بين أفعالنا ونصائحنا.
هناك بون شاسع بين ما يلاحظه الطفل في أفعالنا ويدركه من سلوكنا، وبين الأوامر والنصائح التي نصدرها في تقبيح عمل معين وذمه!».
«قد اعتاد الكثيرون على أن يقولوا للأطفال: (افعل ما أقوله لك! لا تلتفت إلى ما أفعل) في حين أنهم يجهلون أن هذه النصيحة تستتبع مأساة عظيمة، ان الطفل لا يخضع للنصيحة التي لا يعيرها الوالدان أهمية ما وعلى فرض أنه استطاع أن يتوصل من عمل الكبار إلى أن السلوك المفضل للأطفال يختلف عن السلوك المفضل للكبار فإنه سيحطم تلك القيود في أول فرصة يدرك فيها الحرية، ويخرج على تلك التعاليم التي وجهت اليه في صباه» (1).
ان محيط الأسرة هو المدرسة الأولى للطفل، وإن سلوك الوالدين يمكن أن يصبح مقياسا لازدهار الأسرة أو انحطاطها. ان امرأة أو رجلا بغض النظر عن عنوان الأمومة أو الأبوة عندما تصدر منه كذبة يكون قد ارتكب معصية كبيرة واستحق بذلك عقوبة. أما عندما يكون هذا الرجل أبا أو عندما تكون المرأة أما