الآخرين تماما» (1).
سلوك النبي (ص) في الثناء:
لقد كان قادة الإسلام وأئمته يهتمون بالأفعال الصالحة التي تصدر من الناس في أمورهم الدينية والدنيوية، وكانوا يشجعونهم على المزيد منها وعلى سبيل المثال أذكر لكم نموذجين بهذا الصدد:
1 - لقد رأى النبي صلى الله عليه وآله أعرابيا يدعو في صلاته، ويتزلف إلى الله تعالى بعبارات عميقة ومضامين عالية. لقد أثرت كلماته المتينة وعباراته المشيرة إلى إلى وعي صاحبها والكاشفة عن درجة الإيمان والكمال التي هو عليها في النبي (ص).
فعين شخصا لانتظار الإعرابي حتى يفرغ من صلاته. فيأتي به إليه. وما إن فرغ الإعرابي حتى مثل بين يديه فأهداه النبي (ص) قطعة من الذهب. ثم سأله: من أين أنت ؟
قال: من بني عامر بن صعصعة.
قال له النبي: هل عرفت لماذا أعطيتك الذهب؟!
قال: لما بيننا من القرابة والرحم.
فقال له النبي: «إن للرحم حقا، ولكن وهبته لك لحسن ثنائك على الله عز وجل» (2).
لقد بعث استحسان النبي وتشجيعه الرغبة في عمل الخير في نفس الأعرابي أكثر من السابق، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فقد أدى إلى أن يقتدي الآخرون به.
2 - يقول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في العهد الذي بعثه إلى مالك الأشتر، حول سلوكه تجاه ولاته:
«وأوصل في حسن الثناء عليهم، وتعديد ما أبلي ذوو البلاء منهم فإن