قطبيين صوفيين، والحق أن هذا الاستنتاج من ابن تيمية يدعم الرأي القائل بأن الشيخ تكلم في علم لا يعلم أصوله ولا فروعه إنما كان همه الرد على القوم وإن خلط أقوالهم وادعى عليهم بما هم منه براء.
وهل يرضى ابن تيمية بعقيدة الشيخ الجنيد الذي يمدحه. أعتقد أنه لو اطلع على كل ما قال به الجنيد لوصمه بما وصم به ابن عربي وغيره، فهو القائل " لا يبلغ أحد درج الحقيقة حتى يشهد فيه ألف صديق بأنه زنديق.
أما سهل بن عبد الله التستري فإن الشيخ الأكبر إذا ذكره يقول عالمنا وإمامنا ويصفه بالحبر عند مناقشته مسألة التفريق بين مقام المعرفة، ومقام العلم الإلهي. والشيخ الأكبر كثير الذكر للشيخ التستري ومدحه والاعتراف بولايته وما وصل إليه من مقام فهو عنده " عليم أواه " و " للسيادة أهل ". أما الحلاج فإن ابن عربي لم يمدحه بل قال عنه إنه سكران وليس من أهل الاحتجاج (83).
مع أن كثيرا من المتصوفة دافعوا عن الحلاج وأولوا كلامه وشطحاته وقد دافع عنه بعض فقاء الحنابلة كذلك.
وابن تيمية حسب محمود غراب لم يقدم أي دليل من كلام الشيخ ابن عربي يمدح فيه الكفار مثل قوم نوح وهود وفرعون وغيرهم، كما لم يستدل على دعواه بانتقاص الشيخ الأنبياء مثل نوح وإبراهيم وموسى، والخلاصة أن كلام الشيخ الحنبلي " دعوى بلا بينة وفتوى بلا برهان " (84).