زيد فيه كلمة الصلاة خير من النوم؟! بل إن الأمر سيتجاوز هذا الحد في بعض الأحيان عندما يكتشف الشيعة بأن مهاجميهم الحشوية من العوام والسوقة لا يفقهون حديثا، فيتعاملون معهم بذكاء وتعقل، ينزع معه فتيل الفتنة، ويحفظ الشيعة أموالهم وأرواحهم بذلك.
يقول الدكتور عبد المجيد: " استمر السنة في التحرش بهم - أي بالشيعة - إذ خرجوا في شعبان من العام نفسه (501 ه) لزيارة قبر مصعب بن الزبير، وكانوا قد تركوا ذلك منذ مدة طويلة منعا للفتنة. واتفقوا أن يجعلوا طريقهم على الكرخ تحديا لمشاعر الشيعة وإثارة لهم، ولكن الشيعة كانوا حريصين على عدم إشعال الفتنة... ومن ثم استقبلوا السنة بالبخور والزينات والترحيب حتى خرجوا من الكرخ، واستقبلوهم عند عودتهم بما استقبلوهم به أولا. وهذا المسلك من جانب الشيعة فرض على السنة أن يتسامحوا مع الشيعة، فلم يعترضوا طريقهم عندما خرجوا في النصف من شعبان لزيارة مشهد موسى الكاظم " (31).
* أفول نجم الحنابلة:
لكن سرعان ما بدأ نجم الحنابلة في الأفول، مع سيطرة السلاجقة على بغداد، فهؤلاء كانوا يتعصبون للمذهب الحنفي، وقد مارسوا بعض المضايقات على الشافعية والأشاعرة بصفة عامة، بادئ الأمر. لكن وصول نظام الملك للوزارة في عهد ألب أرسلان السلجوقي سيغير الوضع عندما ينتصر للشافعية الأشاعرة، ويبني لهم المدارس والنظاميات، وينفق الأموال الطائلة عليها وعلى جلب خيرة الأساتذة، للتدريس بها.
والغرض من ذلك لم يكن الانتصار لمذاهب أهل السنة فقط، وإنما مواجهة