* الإنتصار الجديد:
استطاع عبد العزيز بن عبد الرحمن بمساعدة ابن الصباح حاكم الكويت أن يجهز فرقة محاربة دخل بها إلى نجد وتسلل منها إلى الرياض التي سقطت في يديه بعد قتل أميرها وذلك سنة 1902 م. وبعد أن بويع له فيها بالإمارة بدأ بتحركات عسكرية لاسترجاع ملك آبائه وأجداده وقد ساعدته الظروف الدولية أيما مساعدة. خصوصا الدعم البريطاني الغير مباشر عن طريق ابن الصباح.
لأن بريطانيا كانت تريد أن تضعف الإمارات داخل الجزيرة والتي كانت تتعاون مع الأتراك، خصوصا إمارة حائل. وبذلك استطاع عبد العزيز أن يسترد في فترة وجيزة بعض المناطق في نجد، ويحقق انتصارات أثارت الكثير من المخاوف والقلق لدى الدولة العثمانية التي أرسلت وحدات عسكرية لحربه لكنها فشلت فشلا ذريعا آخر المطاف وانتصر عبد العزيز. مما ساعد على الانضمام قبائل جديدة إليه، وبدأ وضعه يتحسن أمام آل الرشيد المدعومين من طرف الدولة العثمانية وكذلك في مواجهة حاكم الحجاز.
لم يكن لدى عبد العزيز سند متين وواسع بالقدر الكافي في أواسط الجزيرة رغم نجاحاته الأولى. فلم يكن يتمتع بدعم الدعوة الدينية السياسية التي رصت صفوف السكان وجعلتهم يلتفون حول آل سعود في عهد أجداده (60) أي إن حركة عبد العزيز هذه من احتلال الرياض، ومحاولة استعادة ملك الآباء لم تكن لها أي انطلاقة دينية، إنما هو الملك والصراع من أجله. وإلى حدود سنة 1912 م لم يكن هناك أي صدي ديني أو دعوي في حركة عبد العزيز العسكرية والسياسية وإنما غدا مثله مثل باقي الأمراء في الجزيرة العربية وبلاد نجد يصارع من أجل السيطرة على أكبر مساحة من تلك المنطقة.