مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية. فإلى جانب قيام مؤسسة دينية متكاملة ومنظمة ومتفرعة إلى عدة مؤسسات. كان للدعم المالي الذي حصل عليه أصحابها دور بارز في توسيع نشاط الحركة الدينية وانتشارها داخل المملكة وخارجها. ومع تأسيس الجامعات الإسلامية وتدريس المذهب الوهابي بها زاد انتشار الأفكار الوهابية، وأعتنقها الكثير من أبناء العالم الإسلامي الذين التحقوا بهذه الجامعات. وعليه تمثل فترة الستينات والسبعينات ذروة النشاط الوهابي. كما سجلت الفترة انسجاما شبه كامل بين المؤسسة الدينية الوهابية وبين الدولة السعودية.
طبعا أسفرت الطفرة النفطية على تغير كبير في الحياة الاجتماعية داخل الجزيرة وأخذ البدو نصيبهم الأوفر منها. وانتشرت ظواهر الترف على نطاق واسع خصوصا في أوساط العائلة المالكة. لكن المؤسسة الدينية وعلمائها التقليديين لم يولوا اهتماما كبيرا لهذه الظواهر والمتغيرات وهم في غمرة الانتشار والانتصار الكبير الذي بدأت تعرفه الحركة الوهابية خارج المملكة.
لكن المتعلمين والطلبة الجدد في الجامعات وخصوصا المتدينين منهم كانوا يراقبون الوضع ويشعرون بثقل المتغيرات وخصوصا على المستوى السياسي.
لذلك يمكن أن نقول أن حركة مناهضة بدأت تختمر داخل المؤسسة الدينية التقليدية وإن كانت المعارضة خارجها ستتخذ طابعا جديا وأكثر فاعلية * تبلور الاتجاه الديني المعارض:
فحتى نهاية عقد السبعينات لم تكن الحكومة قد وعت بصورة دقيقة المخاطر الناجمة عن تبلور اتجاه ديني منشق عن المؤسسة الدينية الرسمية لكن حادثين مهمين أجبرا السلطة على إعادة النظر في أولوياتها الأمنية وسياستها الداخلية. وكان الحادث البارز على هذا الصعيد هو احتلال المسجد الحرام في الأول من محرم 1400 ه الموافق للحادي والعشرين من نوفمبر 1979 م من