من عاداه " (97).
وهذه الحادثة ذكرها اليعقوبي في تاريخه، وبين أن النبي أوصى فيها لعلي بالخلافة) (98).
والصحابة الذين تولوا عليا ابن أبي طالب يذكرون هذه الحادثة - أي بيعة غدير خم - ويحتجون بها. وسيأتي تفصيل ذلك في فصل الشيعة إن شاء الله تعالى. وعليه فالتشيع أصيل أصالة الإسلام. انبثق من أحاديث الرسول، ودعمته سيرة الإمام علي بجهاده المتميز في نشر الدعوة الجديدة وبناء صرح الدولة الإسلامية. وبادعائه كذلك الولاية، قولا وعملا. واشتهار خصوصيته العلمية وتفوقه، واحتياج الناس لعلمه واستغنائه عنهم. ومنهم الخلفاء الثلاثة، حيث اشتهر عن عمر بن الخطاب الخليفة الثاني قوله: " لولا علي لهلك عمر " وكذا قوله: " لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن ".
هذا من حيث النشأة والجذور إما اكتمال التشيع كمدرسة متميزة في الأصول والفروع فقد جاء ذلك متأخرا عن عصر الرسالة. مثله في ذلك مثل المدارس الإسلامية الأخرى الأصولية منها والفقهية.
* مذهب الإمامية في الأصول:
أما مذهب الإمامية فهو كما ذكر الشيخ المفيد في أوائل المقالات من أنهم دانوا بوجوب الإمامة ووجودها في كل زمان مع وجوب النص الجلي والعصمة لكل إمام وهم علي بن أبي طالب والحسن والحسين وتسعة أئمة من ولد الحسين.