* ظهور حركة الإخوان:
في تلك الأثناء ظهرت في نجد حركة الإخوان، ومن المستبعد أن يكون عبد العزيز بن واضعي فكرة الإخوان أو من مؤسسي هذه الحركة. فإن المؤسسين الروحيين للحركة هم قاضي الرياض عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف من آل الشيخ وقاضي الأحساء الشيخ عيسى والمدعو عبد الكريم المغربي الذي وصل إلى الجزيرة العربية في أواخر القرن التاسع عشر واستقر في منطقة صارت فيما بعد هجرة الأرطاوية (61).
كانت بداية ظهور هجر الأرطاوية عندما قررت بعض القبائل الاستقرار قرب وادي يقع في طريق القوافل بين القصيم والكويت. وذلك للاشتغال بالزراعة ودراسة التوحيد. حيث باع قسم من قبيلة مطير بعض إبلهم وخيامهم وانضم إليهم فخد من قبيلة حرب. فانطلقوا في بناء البيوت وأعلنوا الاستقرار.
وبعد مدة من نجاح هذه العملية انتشرت فكرة " الهجر " هذه فظهرت في نجد " هجر " متعددة مثل هجرة في " الغطغط " أنشأتها قبيلة عتيبة، واستمرت القبائل في إنشاء هجر خاصة بها حتى بلغ عددهم سنة 1923 م اثنان وسبعون هجرة.
وفي هذه " الهجر " بدأت حركة دينية نشيطة لبعث عقائد الوهابية. يقول حافظ وهبه: " قرأوا من آية الإخلاص لله ودينه... وآية الإيمان الصحيح التخلص من كل ما يشم منه رائحة الجاهلية، فأخذوا يبيعون إبلهم وأغنامهم، وينقطعون في الهجر للعبادة وسماع السيرة النبوية، وغزوات الرسول صلى الله عليه وسلم. وتاريخ انتشار الإسلام في جزيرة العرب. فوجدوا أن حياتهم الأولى تشبه حالة الإسلام في حياته الأخيرة. فعكف أكثرهم على تعلم مبادئ القراءة وحفظ شئ من القرآن والحديث (62).