للولي في حال من أحوال أنبياء الشرائع، ومن أصولنا أنا لا نتكلم إلا عن ذوق، ونحن لسنا برسل ولا أنبياء شريعة، فبأي شئ نعرف من أي مقام سأل موسى الرؤية (87)؟!.
فهل رأيت الشيخ كما يقول صائب عبد الحميد، أنصف في شئ مما ذكره، أم تراه عمد إلى أقوال ابن عربي فقلبها إلى العكس ليتخذها ذريعة إلى طعنه ورميه بالكفر والضلال (88).
وهكذا هو الحال تقريبا في كل ما حكاه عن ابن عربي فهو لم ينقل عن الشيخ حرفا واحدا بأمانة حين وجده مطابقا للعقيدة الحقة. وربما يقال إنه لم يقرأ كتب ابن عربي ولكنه سمع من بعض من يثق به من خصوم ابن عربي، فقال ما قال ولعل هذا أحسن الأعذار (89).
إن ابن عربي لم ينتقص أبدا نبيا من أنبياء الله تعالى، وحاشاه أن يفعل ذلك، ولكنه انتقص بعض الفقهاء وذم طريقة بعض المحدثين والرواة الذين ينقلون عن اليهود الأكاذيب في حق الأنبياء والرسل. كما أن ابن عربي كغيره من المتصوفة خاض بعض الصراع مع الفقهاء الذين رفضوا طريقة المتصوفة الباطنية وحاروا في فهم كلامهم وحل رموزه وإشاراته، فكانوا يتهجمون عليهم وينسبونهم إلى الانحراف والضلال.
لذلك يقول الشيخ الأكبر: وأكثر علماء الرسوم عدموا علم ذلك ذوقا وشربا فأنكروا مثل هذا من العارفين حسدا من عند أنفسهم.. وأكثر العامة تابعون للفقهاء في هذا الإنكار تقليدا لهم لا بل بحمد الله أقل العامة وأما الملوك فالغالب عليهم عدم الوصول إلى مشاهدة هذه الحقائق لشغلهم بما دفعوا إليه فساعدوا علماء الرسوم فيما ذهبوا إليه إلا القليل منهم فإنهم اتهموا