* الحركة الوهابية والدولة السعودية الثانية:
مع الدولة السعودية الثانية التي حاول إحياءها تركي ابن أخي عبد العزيز (1239 - 1250 م) لم يكن للوهابية شأن يذكر.
أولا: لأن الدولة نفسها لم تكن قائمة كما كانت قبل ذلك فلم يستطع أمراء آل سعود الذين رجعوا بعد الهروب الجماعي عند خراب الدرعية أن يعيدوا ممتلكاتهم الجغرافية، وإن استطاعوا السيطرة على الرياض فإنهم لم يجاوزوها إلا قليلا، خصوصا وأن قيادات محلية أخرى كانت قد قويت في غيابهم وعلى حساب هزيمتهم، كما أن الجيش المصري لم يكن قد غادر الساحة بعد وما زالت مصر مهتمة بالحجاز ونجد.
لذلك دخل الأمراء السعوديون في حروب جزئية كثيرة كان هدفها الأول استرجاع بعض ممتلكاتهم ليس إلا، لكن الحظ لم يسعفهم آخر المطاف حيث خرج آخر أمرائهم عبد الرحمان بن فيصل من نجد (59). وبعد تنقله من بلد إلى بلد استقر به الحال في الكويت حيث استظافه حاكمها ابن الصباح وضل منفيا هناك بضع سنين إلى أن كبر ابنه عبد العزيز الذي سيعيد الكرة مرة أخرى لاسترجاع ملك الآباء والأجداد.
والذي يهمنا نحن هو أن الدولة السعودية الثانية لم يسجل بها أي تحرك وهابي ديني دعوي مثلا، ولم نسمع عن نغمة الجهاد في سبيل الله ولا عن دعم علماء الوهابية لهذه الدولة أو انضمامهم إليها. فكل وقائع هذه الدولة الثانية منحصرة في هجومات وهجومات مضادة على هذه البلدة أو هذه القرية دون فائدة ترجى في الأخير. لذلك يصعب علينا أن نتكلم عن علاقة ما بين الحركة الوهابية وأسرة آل سعود في هذه الدولة.