الأهمية والخطورة، وتضمنت عرضا ونصائح لسبل الاصلاح لهذه القضايا (83).
* المذكرة تتنقد الوضع العام في البلد:
إن أول ملاحظة يمكن للقارئ أن يسجلها وهو يتصفح هذه المذكرة، هي تعريتها ووصفها لواقع هذا البلد الذي يملك إمبراطورية إعلامية تجعل الإنسان يؤمن بالظلام وحلكة الليل وهو في عز الظهر والشمس ساطعة، لكثرة الدجل والمكر وتشويه الحقائق. لكن هذه المذكرة جاءت لتحدث ثقبا في هذا البالون المنتفخ، ولو جاءت المذكرة من مصدر معارض غير السلفيين لقيل عنه إنه محض افتراء وكذب ومن مجموعة مغرضة حاقدة تحركها أياد أجنبية تحسد المملكة على الوضع الأمني والازدهار الاقتصادي والاجتماعي الذي تعيش فيه. لكن الحقيقة هذه المرة خرجت مدوية من قلب النظام، وعبر حنجرته ولا أظن أحدا يشك في ولاء ابن باز للدولة السعودية وهو الذي اطلع على المذكرة وركاها، بل تكفل بإيصالها لأولي الأمر. من جهة أخرى: يلاحظ المتابعة والإحاطة بوضع البلد بشكل متميز مع تشريح الواقع، يظهر المدى الذي بلغه رجال هذا التيار من نضج ووعي بخلاف أسلافهم. كما أن المواضيع التي تعرضت لها المذكرة جاءت شاملة وكأنها برنامج إصلاحي حزبي متكامل. هذا البرنامج الذي لا يتهم الدولة بالقصور فقط بل يتضمن تعريضا بانحراف سياسة الدولة خصوصا الداخلية عن المطلوب.
* العلماء والدعاة مهمشون:
تكلمت المذكرة عن دور العلماء والدعاة بشئ من التحسر والأسى وكيف أنهم مبعدون عن أداء واجبهم وأن مكانتهم الواقعية تكاد تنحو إلى