وافتراءه على الحقيقة.
يقول ابن تيمية: " لما كانت أحوال هؤلاء شيطانية " كانوا مناقضين للرسل صلوات الله تعالى عليهم كما يوجد في كلام صاحب الفتوحات المكية والفصوص وأشباه ذلك يمدح الكفار مثل قوم نوح وهود وفرعون وغيرهم وينتقص الأنبياء كنوح وإبراهيم وموسى وهارون، ويذم شيوخ المسلمين المحمودين عند المسلمين كالجنيد بن محمد وسهل بن عبد الله التستري ويمدح المذمومين عند المسلمين كالحلاج ونحوه؟... (81) يقول محمود الغراب: أما أن ابن عربي قد ذم الجنيد والتستري فإنه في فتوحاته عندما يتكلم عنه أو يستشهد بأقواله يقول " رحم الله سيد هذه الطائفة أبا القاسم الجنيد ". وهو عندما يتعرض لذكر العلماء الذين حفظوا على الأمة أحوال نبيها (ص) يتدرج بذكر الصحابة ثم التابعين إلى أن يقول " ومن نزل عنهم بالزمان كشيبان الراعي وفرج الأسود والمعمر والفضيل بن عياض وذي النون المصري ومن نزل عنهم كالجنيد والتستري ومن جرى مجرى هؤلاء من السادة في حفظ الحال النبوي والعلم اللدني والسر الإلهي... إلى أن يقول " حتى يعمل أنا ما خرجنا فيما نذهب إليه من الاعتبار كما أشار إليه صلى الله عليه وآله وسلم قولا وفعلا لأن سيد هذه الطائفة أبا القاسم الجنيد يقول علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة (82).
ولا ندري هل قول الشيخ ابن عربي " سيد الطائفة " مدح أم ذم في الجنيد!
ومن أين جاء ابن تيمية بقوله إن ابن عربي ذمه وفي أي موضع جاء هذا الذم!
ربما كما يقول محمود غراب، أن ابن تيمية نظر في مناقشة ابن عربي للجنيد حول المحدث والقديم، فظن أن الشيخ يرد عليه لما يعتقده هو - حسب ابن تيمية - من عدم التفريق. ومع ذلك ليس هناك أي ذم إنما هو نقاش فكري بين