والتزوير في النص الذي بنى عليه كتابه معتمدا على نسختين مختلفتين مطبوعتين فكان رده وهو المحقق والباحث الحر في زعمه أنه وجد هاتين العبارتين في نسخة مخطوطة في حماة، وأعاد طبع الكتاب للمرة الثانية بما فيه من المثالب والافتراءات التي أوقفته عليها..
أمثال هذين كثير، يتبعهم كل مغرور وناعق (93).
نقول هنيئا إذن لشيخ الإسلام ولأتباعه من السلفية الوهابية اليوم بما توصلوا إليه من حقائق وعقائد وآراء مبنية على فهم سطحي لنصوص القرآن والسنة وأقوال العلماء والأئمة وأرباب المدارس والفرق الكلامية والفقهية. ولم يكفهم ذلك بل راموا تحريف وتزوير أقوال القوم - خصومهم - وبهتهم بغير ما يدعون إليه.
لقد اتهم علماء أهل السنة والجماعة ابن تيمية من قبل بالكذب، وها هي شهادة محققي الصوفية بالكذب عليهم تضاف هي الأخرى في سجل الرجل، ووساما على صدره وعلامة مميزة في منهج أتباعه عندما يتناولون الخصم بالدراسة والبحث. ولا أخالهم إلا أنهم يؤمنون بأن الغاية تبرر الوسيلة.
فما دام الحق بين أيديهم وعنه يصدرون، إذن لا مانع من الاستنجاد بالكذب والتزوير لنصرته والدفاع عنه، والويل للحقيقة من هؤلاء، ويا حسرة على تشرذم وضياع أبناء الصحوة الإسلامية اليوم، الذين لا يجدون إلا كتب القوم يغرفون منها ويشبعون البطون، وقد غزت الأسواق والمكتبات بفضل أموال الذهب الأسود. مع تراجع مذهل لكتابات أهل السنة والجماعة ليس فقط في العقائد ولكن في شتى المواضيع المعرفية المتعلقة بالإسلام.
نرجع لنقول إن موضوع التصوف والمتصوفة قد أثار جدالات كثيرة وعميقة تابعت تاريخه منطلقا وتطورا، إلى أن وصل إلى ما وصل إليه اليوم من