المربوب وإدارته، وأن وظيفة الرب الذي هو بمعنى الصاحب. إدارة مربوبه، كرب الدابة والدار والبستان بالنسبة إليها. فالتوحيد في الربوبية غير التوحيد في الخالقية، وإن كان ربما تنتهي الربوبية إلى الخالقية. وأما الثاني، أعني التوحيد في الألوهية فهو مبني على أن الإله بمعنى المعبود، ولكنه خطأ، بل هو ولفظ الجلالة بمعنى واحد، غير أن الأول كلي والثاني علم لواحد من مصاديق ذلك الكلي (48).
ويقول أبو حامد في إبطاله هذا التقسيم " لم يقل أحمد بن حنبل لأصحابه: إن التوحيد قسمان: توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، وإن من يعرف توحيد الألوهية لا تعتبر معرفته لتوحيد الربوبية، لأن هذا كان يعرفه المشركون، وهذه عقيدة الإمام أحمد مدونة في مصنفات أتباعه، في مناقبه لابن الجوزي وفي غيره، ليس فيه هذا الهذيان. وكذا لم يقل أي واحد من أتباع التابعين لأصحابه، ولا أي صحابي من أصحاب النبي (ص) ورضي عنهم: إن التوحيد ينقسم إلى توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، وإن من لم يعرف توحيد الألوهية لا يعتد بمعرفته لتوحيد الربوبية، لأن هذا يعرفه المشركون، فلو اجتمع الثقلان مع ابن تيمية على إثبات هذا التقسيم عند أي واحد منهم لا يستطيعون، وإني أتحدى كل من له إلمام بالعلم أن ينقل لنا هذا التقسيم المخترع ولو برواية واهية " (49).
* مفهوم العبادة:
جاء في المعاجم العربية تعاريف عدة لكلمة عبادة. فابن منظور يفسرها " بالخضوع والتذلل " أما الراغب في " المفردات " فيقول " العبودية: إظهار