الصراع على لقب " أهل السنة " أو " السلفية " أجمع علماء المدرسة الأشعرية ومن تبعهم قديما وحديثا على اعتبار أنفسهم أصحاب لقب " أهل السنة " والجماعة " وأتباع السلف المستحقين لذلك دون غيرهم. " لأنهم لم يأتوا بشئ جديد، وإنما اتبعوا في مذاهبهم مذهب السلف الذي يعني مذهب الصحابة والتابعين (73). وعندما يناقش الدكتور علي سامي النشار - وهو من المعاصرين والمدافعين عن الأشاعرة - ابن تيمية الزعيم السلفي في مسألة الأسباب والعلل يقول: " لقد أعمت عداوة ابن تيمية لأهل السنة والجماعة بصيرته وأغلقت فكره فأثبت الأسباب (74) ". وأهل السنة والجماعة هنا لا تعدو كونها اللقب التاريخي للأشاعرة على الخصوص. كما درج كبار الأشاعرة على تلقيب أنفسهم ب " أهل السنة والجماعة " دون لقب السلف أو السلفية، بل تميزا عنهم وعن غيرهم.
وبين يدي الآن رسالة شكوى قدمها علماء الأشاعرة إلى الوزير نظام الملك منتصرين للشيخ أبي نصر بن القشيري رئيس الأشاعرة في عصره وقد هاله ما ينشره حشوية الحنابلة من عقائد التجسيم والتشبيه فقام ضدهم فشغبوا عليه. ومما جاء في الرسالة (75). "... ولم أسمع منه (أي القشيري) غير مذهب أهل الحق من " أهل السنة والجماعة " وبه أدين الله عز وجل وإياه أعتقد وهو الذي أدركت أئمة أصحابنا عليه واهتدى به خلق كثير من المجسمة