الصحيحة من أن الحرمين ستظل بلادا إسلامية ولن تعبد فيها الأصنام أبدا.
كما لن تطأها جيوش الدجال آخر الزمان لأن العناية الإلهية تحفظها. أما ما يتشبث به الوهابيون وهو ذريعتهم لتكفير المسلمين، كالنذر لأهل القبور والذبح لغير الله وسؤال غير الله فإن الشيخ سليمان يرد على ذلك من كلام ابن تيمية، الذي يعتبر النذر لأهل القبور نذر معصية لا يجوز الوفاء به ولم يقل إن فاعله كافر أو مرتد. كما ذكر ابن القيم هذا النذر في فصل الشرك الأصغر من المدارج. وأما الذبح لغير الله فقد ذكروه في المحرمات وليس في المكفرات. إلا إذا كان للأصنام كعبادة صريحة مثل ما يفعله عباد الكواكب والأقمار.
* محمد بن عبد الوهاب لم يفهم كلام ابن تيمية:
والشيخ ابن تيمية وصف من يقوم بذلك من المسلمين بالجهال ولم يصفهم بالكفر أو الإرتداد. أما سؤال غير الله فقد فصل الشيخ ابن تيمية فيه وفرعه ولم يعتبر ذلك شركا إلا من سأل من غير الله ما هو خاص به سبحانه مثل الغفران وإدخال الجنة والتصرف في نواميس الكون. أما التبرك والتمسح بالقبور فإن من أهل العلم من عده في المكروهات ومنهم من قال بحرمته، ولم يقل أحد منهم إن من فعل ذلك كان مشركا أو كافرا. يسترسل الشيخ سليمان في رده على استنباطات أخيه محمد متهما إياه بعدم فهم كلام ابن تيمية وأنه كان خاطئا عندما تأول كلام الشيخ وفهمه بخلاف ما أراده خصوصا ما ذكر في " الإقناع " من أن ابن تيمية حكم بكفر من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم ويتوكل عليهم.
يقول الشيخ سليمان: " لكن البلاء من عدم فهم كلام أهل العلم، لو تأملتم العبارة تأملا تاما لعرفتم أنكم تأولتم العبارة على غير تأويلها ولكن هذا من العجب تتركون كلامه الواضح وتذهبون إلى عبارة مجملة تستنبطون منها