والآخرين كذبا وزورا. وربما تجد تناقضه في الصفحة الواحدة فتجده في منهاجه مثلا يدعي أنه ما من حادث إلا وقبله حادث إلى ما لا نهاية له في جانب الماضي ثم يقول: وعلى ذلك أجمع الصحابة والتابعون وبعد ذلك يحكي اختلافا لحق الصحابة في أول مخلوق ما هو؟ أهو القلم أم الماء. وبينما تراه يتكلم بلسان أهل الحق المنزهين إذا بك تراه أنقلب جهميا وسمى كل من لا يقول بذلك معطلا وزنديقا وكافرا وقد جمع تلميذه ابن زفيل سفاهاته ووساوسه في علم أصول الدين في قصيدته النونية (13).
* الصفات المختلف فيها عند ابن عربي:
أما موقف أهل السنة - الأشاعرة بالخصوص - من هذه الصفات فقد أجمله البيهقي في الأسماء والصفات، وسنعود إليه بعد ما نعرض لما قاله ابن عربي في " القواصم من العواصم " حول أهم صفة اختلف حولها السلفية " الحشوية " وأهل السنة وباقي المنزهين.
* الاستواء:
يقول: فلما قال * (الرحمان على العرش استوى) * كان المطلوب هنا ثلاث معان: معنى الرحمان ومعنى الاستواء، ومعنى العرش.
فأما الرحمان فمعلوم لا خلاف فيه ولا كلام. وأما العرش فهو في العربية لمعان. فأيهما تريدون؟ ولفظ استوى معه محتمل لخمسة عشر معنى في اللغة فأيها تريدون، أو أيها تدعون ظاهرا منها؟ ولم قلتم أن العرش ها هنا المراد به مخلوق مخصوص؟ فادعيتموه على العربية والشريعة؟ ولم قلتم إن معنى استوى قعد أو جلس فتحكمون باتصاله به، ثم تقولون إنه أكبر منه من غير ظاهر، ولم يكن عظيما بقدر جسمي حتى تقولوا أنه أكبر أجزاء منه؟ ثم