لم يكن عدوا لأحمد إنما أرخ لواقع قد اطلع عليه، فأحمد كان راويا للحديث، وكان إذا سئل يجيب بما يروي من أحاديث الرسول أو أقوال الصحابة والتابعين، ولم يشتهر أمره كفقيه. ولم يكن له أصحاب يدونون أقواله ويأخذون عنه مبانيه الفقهية وطرقه في الاستنباط، كما فعل غيره من أئمة الفقه.
لقد كان اعتراض الطبري وجيها، لم يجد معه الحنابلة جوابا سوى إرهابه والشغب عليه، حتى تدخلت الشرطة. لذلك نجد أن ابن خزيمة وهو أحد أئمة الحديث يقول عنه: ما أعلم على الأرض أعلم من محمد بن جرير، ولقد ظلمته الحنابلة (76).
وإذا كان الطبري أعلم من على الأرض في عصره، فلا نظن أنه خفي عليه أمر أحمد، والحقيقة إذن أن أحمد لم يكن فقيها كما سيدعي أصحابه، لصناعة مذهب فقهي له. وإنما كان محدثا يجيب برواية الحديث والآية إذا سئل.
يقول المحقق جعفر السبحاني بعدما ذكر أن أحمد كان محدثا كبيرا ولم