والفوز بالسعادة الأبدية.
(رابعها): فضله: فضل علم التوحيد أنه أشرف العلوم وأفضلها كما تقدم لتعلقه بذات المولى سبحانه وتعالى، وكذا ذات الرسل عليهم الصلاة والسلام الذين هم أفضل الخلق.
(خامسها): نسبته: نسبة هذا العلم لباقي العلوم أنه أصل العلوم جميعها فباقي العلوم تعتبر فروعه وممن أوضح ذلك الإمام الغزالي رحمه الله تعالى في مقدمة كتابه المستصفى من علم الأصول.
(سادسها): الواضع: واضع علم التوحيد حقيقة هو الله عز وجل لأنه أرسل الرسل والأنبياء به من لدن سيدنا آدم حتى سيدنا محمد ص، وقد حاججت الأنبياء بهذا العلم الشريف وجادلت به الطغاة والكفرة حتى أفحمتهم، كسيدنا إبراهيم في مناظرته للنمروذ وسيدنا موسى في مناظرته لفرعون، ومن ذلك قول الله تعالى لسيدنا رسول الله محمد ص * (وجادلهم بالتي مي أحسن) *. وقوله له * (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) *.
وأما واضع مسائله أي الذي رتبها ووضعها في مصنفات خاصة لهذا العلم فهو الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى ورضي عنه، وبعده الإمام ابن كلاب وعلى مذهبه كان البخاري كما نص على ذلك الحافظ ابن حجر في الفتح (1 / 243) ثم جاء الإمام البخاري فصنف فيه كتاب (خلق أفعال العباد) ثم صنف فيه جماعة من أئمة المعتزلة ثم جاء الإمام أبو الحسن الأشعري فألف فيه وصنف المصنفات في الرد على المشبهة والمجسمة والجهمية وكذا رد على المعتزلة وأورد شبه خصومه ورد عليها، إلا أنه أخطأ في مسائل رد فيها على المعتزلة لأن الصواب فيها قولهم لا قوله. فقال جماعة من أهل العلم حينئذ أبو الحسن واضع هذا العلم.
(سابعها): الاسم: أي أن معرفة اسم العلم الذي نريد الخوض فيه ودراسته من المهمات، تماما مثل معرفة اسم مؤلف كل كتاب نريد قراءته وكذا معرفة مذهبه