تعالى من يشاء من عباده.
كما أنكب شيخنا على طلب العلم في سنه المبكرة، وانتقل إلى النجف الأشرف جامعة العلم وعاصمة الدين في أخريات العقد الثاني من عمره، بعد أن قضى حداثته وشطرا من شبابه في الكاظمية مشتغلا في مقدمات العلوم الدينية.
وعند هجرته إلى النجف الأشرف حضر في الأصول والفقه على مربي العلماء والمدرس الأول والمجاهد الأكبر الشيخ محمد كاظم الخراساني المعروف (بالآخوند) قدس سره. واختص به إلى أن توفي سنة 1329 ه فكان من مشاهير تلامذته وكانت مدة حضوره عليه 13 عاما كتب في خلالها جملة من حاشيته (1) على (كفاية الأصول) لأستاذه.
ومن غريب ما ينقل عنه أنه لم يترك درس أستاذه في هذه المدة إلا يومين يوم أصيب فيه رمد شديد عاقه عن الحضور ويوم آخر هطلت فيه الأمطار بغزارة فظن أن ذلك سيعوق أستاذه وتلاميذه عن الحضور فظهر بعد ذلك أن أستاذه حضر وألقى درسه على شرذمة قليلة منهم.
قال المرحوم الحجة الأوردبادي وهو أحد تلامذة المترجم له: انتماء شيخنا المترجم له إلى أستاذه هذا أكثر وأشهر لأنه طالت مدته فدأب على التلمذة عليه ثلاثة عشر عاما فقها وأصولا حتى قضى نحبه فاستقل شيخنا بالتدريس.
وحضر أستاذنا أيضا في الفقه وأصوله قليلا على العلامة المحقق الشهير السيد محمد الإصفهاني المتوفى سنة 1261 ه. وبعد وفاة أستاذه المحقق الآخوند استقل بالبحث والتدريس، وحضر عليه كثير من مشاهير علماء العصر الذين استقلوا بعده بالتدريس.
وأنهى عدة دورات في الأصول وفقه المكاسب، وآخر دورة كاملة له في