بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة على خير خلقه وخاتم رسله محمد وآله الطيبين، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين.
وبعد، فإن الإنسان إنسان بفكره وثقافته والأمم حية بحياة أفكارها وعلومها، والعلماء هم أصحاب الدور الأسمى في قيادة الأمة والحفاظ علي حياتها الفكرية وإحياء تراثها العلمي وإثرائه، والأمة الإسلامية بفضل ثقافة القرآن الإلهية وتربية الرسول الأعظم والمعصومين من آله امتازت بعلماء فطاحل ومفكرين عظام ارتووا من معين الحق الذي لا ينضب وخلدتهم دروسهم بألسنتهم وأقلامهم بما جسدته كتبهم من ثقافتهم وأفكارهم، ومن أولئك العلامة المحقق والمدقق الكبير آية الله العظمى الشيخ محمد حسين الإصفهاني وهو من زمرة النوابغ القلائل الذين يضن بهم الزمان، إلا في فترات متباعدة، وهو أحد الشخصيات اللامعة في تاريخ علمي الفقه والأصول، وقد أنهى عدة دورات في الأصول وفقه المكاسب.
ويكفينا في التعرف على شخصيته العلمية ما قاله البحاثة آغا بزرك الطهراني - قدس الله نفسه الزكية -: " ولما توفي شيخنا الخراساني (الآخوند) برز بشكل خاص وحف به جمع من الطلاب واشتغل بالتدريس في الفقه والأصول، وكان جامعا متفننا شارك بالإضافة إلى ما ذكر في الكلام والتفسير والحكمة.. اشتغل بالتدريس في الفقه والأصول والعلوم العقلية زمنا طويلا وكان مدرسة مجمع أهل الفضل والكمال، وقد تخرج عليه جمع من أفاضل الطلاب كانت له قدم راسخة في الفقه وباع طويل في الأصول، وآثاره في ذلك تدل على أنظاره العميقة وآرائه الناضجة لكنه غلبت عليه الشهرة في تدريس الفلسفة لإتقانه هذا الفن بل وتفوقه فيه على أهله من معاصريه واستمر على نشر العلم ونهض بالأعباء الثقيلة ".