القانون الذي لا يمكن تغييره ولا تبديله يقول " لويس " الرابع عشر:
" الدولة أنا " إن الدولة بجميع إمكانياتها يعتبرها (لويس) ماثلة في شخصه فما يقوله فهو الحد الفصل في جميع الأمور وليس للرعية إرادة واختيار، فإن أعلن الحرب وساق الجحافل إلى المجازر فعلى الشعب الطاعة والخضوع وقد عبر ملك بريطانيا (تشارد) الذي خلعه برلمانهم عن مدى استهتاره بحقوق الإنسان بقوله:
" القانون في فمي وكثيرا ما يكون سرا كامنا في صدري " (1).
لقد نظر الحاكمون في أوربا إلى رعاياهم نظرة مليئة بالاستخفاف والامتهان ففرضوا عليهم نفوذهم وسلطانهم واستبدوا في شؤونهم وحاربوا كل نزعة إصلاحية في البلاد كما أحاطوا نفوسهم بهالة من التقديس والإكبار واعتبروا إنهم غير مسؤولين ولا محاسبين عن أي جريمة. أو ذنب يصدر منهم وقد أعلن " غليوم " الألماني في خطابه سنة (1897) جاء فيه:
" إن غليوم الأول قد أقام كنزا واسع النطاق يجب علينا حفظه مقدسا هذا الكنز هو الملك المستمد من معونة الله. الملك القائم على المسؤولية العظمى أمام الخالق دون سواه تلك المسؤولية التي لا يمكن لأي وزير أو مجلس نواب أن يرفعها عن عاتق ولي الأمر ".
وكان من الطبيعي أن يؤدي هذا الحكم الفردي إلى خنق الحريات واضطهاد الشعب وتكبيله بالقيود والأغلال وكانت فرنسا أعظم دول أوربا محنة وأكثرها