الجانب الأيمن بضلع واحد فشهدا بذلك عنده على الصورة التي شاهداها فحكم عليه السلام بكون الخنثى رجلا وفرق بينهما وقضى ببطلان ذلك العقد وهذا القضاء الذي قضاه والحكم الذي أمضاه والتأييد الذي أيده تعالى به فهذه جناه ويطرب معناه إذا كشف خفي سره ورفع عن وجهه مسبل سره وأنا الآن أكشفه وأوضحه وأصفه وأشرحه.
فأقول لما خلق الله تعالى آدم عليه السلام أراد لإحسانه ولخفي حكمه فيه أن يجعل له زوجا من جنسه يسكن كل واحد منهما إلى صاحبه فلما نام آدم خلق الله تعالى من ضلعه الأيسر حوا فانتبه فوجدها جالسة عنده كأحسن من يكون من الصور فلذلك صار الرجل ناقصا من جانبه الأيسر بضلع واحد والمرأة كاملة من الجانبين فالأضلاع الكاملة أربعة وعشرون ضلعا في كل جانب اثنى عشر فالرجل لذلك نقص منها ضلع واحد وأضلاعه من الجانب الأيمن اثنى عشر ومن الجانب الأيسر أحد عشر وباعتبار هذه الحالة قيل للمرأة إنها ضلع أعوج وقد صرح الحديث النبوي صلوات الله على مصدره فيما أسنده الثقات والمسانيد الصحاح أنه قال إن المرأة خلقت من ضلع عوج ولم يستقم على طريقه فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها يصح وإن ذهبت تقيمها كسرتها ولقد أحسن بعض الأدباء فنظم في ذلك فقال:
هي الضلع العوجاء لست تقيمها * ألا أن تقويم الضلوع انكسارها أتجمع ضعفا واقتدارا على الفتى * أليس عجيبا ضعفها واقتدارها فانظر إلى كيفية استخراج أمير المؤمنين عليه السلام بنور علمه وثابت فهمه وكمال إدراكه وتأييد معرفته وصائب فكرته ما أوضح به سنن السداد وسبيل الرشاد وأظهر ترجيح جانب الذكورة على الأنوثة من مادة الايجاب ما جعله الله تعالى للأضلاع من صفتي النقص والكمال في الأعداد وكم مثل هذه من قضايا وارية الزناد جارية الجواد سارية العهاد لو رام القلم حصر تعدادها لحسر لسانه عن التعدد كل منها يشهد له عليه السلام عند الاستشهاد بغزارة علمه المستفاد من الطارف والتلاد