حضور حملته وكان مما أظهره في بعض القضايا ما حقب به دما قد انعقد بسبب اراقته وما أنقذ به خلقا جما من الحيرة لإشكال واقعته حتى حصل له عليه السلام الاعتراف بعلمه ومعرفته فإنه احضر إلى عمر بن الخطاب وهو حينئذ أمير المؤمنين امرأة زانية وهي حامل فأمر برجمها وإقامة حد الزنا عليها فقال له علي عليه السلام أنه لا سبيل لك على ما في بطنها فردها عمر وقال بمحضر من الصحابة لولا علي لهلك عمر.
ولما ولي علي عليه السلام إمرة المؤمنين رفعت إليه واقعة حارت عقول علماء وقتها في حكمها وحارت أفهامهم عن إدراكها وفهمها ففوقت يد معرفته لكشف إشكالها صائب سهمها فانجلت بنور علمه وتأييد حكمه ظلمة أشباهها وغمة غمها فإنه تزوج رجل بامرأة لها فرج النساء وفرج الرجال وهي التي تسميها العلماء الخنثى وكان للرجل جارية مملوكة له فجعل تلك الجارية صداقا للمرأة التي تزوجها فدخل بها ووطئها فحبلت منه وولدت له ولدا وإنها وطئت بفرج الرجال الجارية التي أخذتها صداقا فحبلت الجارية من وطئها فولدت ولدا فصارت المرأة التي هي خنثى أما للولد الذي ولدته من زوجها وأنا للولد الذي ولدته جاريتها من وطيها فاشتهرت قضيتها ورفعت إلى أمير المؤمنين فحضر والديه وشرحت له حقيقة القضية وإن المرأة التي خنثى تحيض وتوطأ وتطأ وقد حبلت وأحبلت وصار الناس متحيري الأفهام في ذلك وفي إصابة صوابها مضطري الأفكار في كيفية جوابها منتظرين من علوم أمير المؤمنين ما يعلمون به حكم فصل خطابها فاستدعي عليه السلام غلاميه برقا وقنبرا وأمرهما أن يعتبرا أضلاع الخنثى اعتبارا لا يعترضه شك ولا يبقى معه ريب ويعداها من الجانبين فإن كانت الأضلاع متساوية في الجانب الأيمن والأيسر فهي امرأة وإن كانت متفاوتة والأيسر أنقص من الأيمن بضلع فهو رجل فادخل الخنثى كما أمر أمير المؤمنين عليه السلام فلما أماطا عن أضلاعه لباسها وجرداها وأحاط علما باعتبارها وعداها وجدا أضلاع الجانب الأيسر تنقص عن أضلاع