المدينة من قبل معاوية.
وقال الحاكم أبو عبد الله النيسابوري كان بنوا أمية تنقص عليا عليه السلام بهذا الاسم الذي سماه به رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلعنوه على المنبر بعد الخطبة مدة ولايتهم وكانوا يستهزءون به وإنما استهزءوا بالذي سماه به وقد قال الله تعالى: (قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم) الآية.
والذي ذكره الحاكم صحيح فإنهم ما كانوا يتحاشون من ذلك بدليل ما روى مسلم عن سعد بن أبي وقاص إنه دخل على معاوية بن أبي سفيان فقال له ما منعك أن تسب أبا تراب الحديث وسنذكره فيما بعد إن شاء الله تعالى.
واستمر الحال إلى زمن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه فجعل مكان ذلك السب أن الله يأمر بالعدل والاحسان فلما ولي بعده يزيد بن عبد الملك لم يتعرض لسبه فقيل له في ذلك فقال ما لنا ولهذا واستمر الحال.
وقيل إن الوليد بن يزيد أعاد السب وقيل إن بعض بني أمية كان يقول اللهم صل على معاوية وحده لقد لقينا من علي جهده وروي عنه عليه السلام إنه كان يقول أنا أبو الحسنين القرم والقرم السيد المكرم وأصله البعير الذي لا يحمل عليه ولا يذلل لكرامته.
فصل:
في ذكر والده عليه السلام قد ذكرنا نسبه وأنه ابن عبد المطلب ولما احتضر عبد المطلب أوصى إلى أبي طالب وعهد إليه في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد أشار محمد بن سعد في كتاب الطبقات عن جماعة من العلماء منهم ابن عباس ومجاهد وعطاء والزهري وغيرهم فذكر طرفا من ذلك.
فقالوا: توفي عبد المطلب في السنة الثانية ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ثمان سنين وكانت قد أتت على عبد المطلب مائة وعشرون سنة ودفن بالجحون.
قالت أم أيمن أنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي تحت سريره وهو