يبكي. وقيل كان لعبد المطلب يوم مات ثمانون سنة والأول أظهر.
وروى مجاهد عن ابن عباس قال قوم من القافه من بني مذحج لعبد المطلب لما شاهدوا قدمي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا البطحاء احتفظ بهذا فانا لم نر قدما أشبه بالقدم الذي في المقام من قدميه فقال عبد المطلب لأبي طالب اسمع ما يقول هؤلاء فإن لابني هذا ملكا ثم إن أبا طالب قام بنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفالته أحسن القيام فكان معه لا يفارقه وكان يحبه حبا شديدا ويفديه على أولاده ولا ينام إلا وهو إلى جانبه وكان يقول له إنك لمبارك النقيبة ميمون الطلعة وذكر ابن سعد في الطبقات قال خرج أبو طالب إلى ذي المجاز ومعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فعطش فقال يا بن أخي عطشت ولا ماء فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب بعقبه الأرض فنبع الماء فشرب.
وذكر أهل السير إن أبا طالب لما قام بنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وذب عنه أحسن الذب اجتمعت إليه قريش وقالوا إن ابن أخيك سب آلهتنا وسفه أحلامنا وضلل آباءنا فإما أن تسلمه إلينا أو يقع الحرب بيننا. فقال بفيكم الحجر والله لا أسلمه إليكم أبدا فقالوا هذا عمارة بن الوليد بن المغيرة أجمل فتى في قريش وأحسنه فخذه واتخذه ولدا عوضا وسلمه إلينا نقتله ورجل برجل فقال أبو طالب قبح الله هذه الوجوه ويحكم والله بئس ما قلتم تعطوني ابنكم اغذوه لكم وأعطيكم ابني تقتلونه بئس والله الرجل أنا. ثم قال افرقوا بين النوق وفصلائها فإن حنت ناقة إلى غير فصيلها دفعته إليكم. ثم قال:
والله لن يصلوا إليك بجمعهم * حتى أوسد في التراب رهينا فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة * وأبشر وقر بذاك منك عيونا وعرضت دينا لا محالة إنه * من خير أديان البرية دينا لولا الملامة أو حذار مسبة * لوجدتني سمحا بذاك ضينا ثم قال أبو طالب يذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من سنة ثمان من