وكان عبد الله والد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو طالب والد علي أخوين لأب وأم كانت أمهما فاطمة بنت عمرو بن عابد المخزومي القرشي فهذا نسبه من جهة الأب أما من جهة الأم فأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف تجتمع هي وأبو طالب في هاشم ابن عبد مناف وأسلمت وهاجرت وكانت هي أم جعفر وعقيل وطالب أخو علي وكان هؤلاء إخوته لأبويه رضي الله عنهم.
الفصل الثالث: في اسمه ولقبه أما اسمه فيسمى حيدره فسماه النبي عليا وأما لقبه فالمرتضى وأمير المؤمنين والوصي وأما كنيته فأبو الحسن وأبو تراب كناه بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان علي عليه السلام يحب كنيته بأبي تراب ويفرح إذا دعي بها وإيضاح سبب ذلك ما خرجه الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال إنه جاء رجل يوما فقال له إن فلانا أمير المدينة يذكر عليا عند المنبر قال فيقول ماذا قال يقول أبو تراب فضحك سهل وقال والله ما سماه به إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان له اسم أحب إليه منه فسأل الرجل سهلا عن ذلك، فقال إن رسول الله جاء بنته فاطمة عليها السلام فلم يجد عليا في البيت فقال أين ابن عمك فقالت كان بيني وبينه شئ فغاضبني فخرج فلم يقل عندي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لانسان انظر أين هو فقال يا رسول الله هو في المسجد راقد فجائه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع قد سقط رائه عن شقيه فأصابه تراب فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه ويقول قم يا أبا تراب فصارت أحب كناه إليه.
الفصل الرابع:
في صفته كان عليه السلام أدم شديد الأدمة ظاهرة السمرة عظيم العينين أقرب إلى القصر من الطول لم يجاوز حد الاعتدال في ذلك ذا بطنة كثير الشعر عريض اللحية أصلع أبيض الرأس واللحية لم يصفه أحد من العلماء بالخضبات غير سوادة ابن حنظلة فإنه قال رأيت عليا أصفر اللحية ولم ينقله غيره ويشبه أن يكون محمل