صدقته وجميع الناس في بهم من الضلالة والاشراك والنكد قال فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال صدقت يا علي ورباه النبي وأزلفه وهداه إلى مكارم الأخلاق وثقفه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الصلاة خرج إلى شعاب مكة مستخفيا وأخرج عليا معه فيصليان ما شاء الله فإذا قضيا صلاتهما وأمسيا رجعا إلى مكة إلى مكانهما فمكثا كذلك يصليان على استخفاء من أبي طالب وساير عمومتهما وقومهما ثم إن أبا طالب عبر عليهما وهما يصليان فقال لرسول الله يا بن أخي ما هذا الذي أراك تدين به فقال يا عم هذا دين الله تعالى ودين ملائكته ودين رسله ودين أبينا إبراهيم بعثني الله به رسولا إلى العباد وأنت يا عم أحق من بدأت له النصيحة ودعوته إلى الهدى وأحق من أجابني إليه وأعانني عليه وقال له علي يا أبت قد آمنت برسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعته وصليت معه لله فقال له: يا بني أما إنه لم يدعك إلا إلى خير فالزمه.
ونقل عن يحيى بن عفيف قال حدثني أبي قال كنت جالسا مع العباس بن عبد المطلب بمكة قبل أن يظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وآله فجاء شاب فنظر إلى السماء حين تحلقت الشمس ثم استقبل الكعبة فقام يصلي فجاء غلام فقام عن يمينه ثم جاءت امرأة فقامت خلفهما فركع الشاب فركع الغلام والامرأة ثم رفع فرفعا ثم سجد فسجدا فقلت يا عباس أمر عظيم أتعرف من هذا الشاب قال: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب أتدري من هذا الغلام قال علي بن أبي طالب ابن أخي أتدري من المرأة قال هذه خديجة بنت خويلد إن ابن أخي حدثني أن ربه رب السماوات والأرض أمره بهذا الذي هو عليه ولا والله ما ظهر على الأرض اليوم على هذا الدين غير هؤلاء فهذا تلخيص أمر ولادته وما تبعها.
الفصل الثاني: في نسبه من القريش أما من جهة الأب فهو علي بن أبي طالب واسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي القرشي يجتمع هو ورسول الله صلى الله عليه وسلم في جدهما هو عبد المطلب