الصاغاني: ويروى: ومركضة (1)، كمحسنة.
ومن المجاز: " أركضت المرأة: عظم ولدها في بطنها " وتحرك، هكذا في سائر الأصول. ونص الصحاح: أركضت الفرس، وكذلك نص العباب. وفي اللسان: أركضت الفرس: تحرك ولدها في بطنها وعظم. زاد الصاغاني: ومنه فرس مركضة قلت: وبه روي قول أوس بن غلفاء السابق. قلت: وكذلك نص أبو عبيد: (2) أركضت الفرس فهي مركضة ومركض، إذا اضطرب جنينها في بطنها، وأنشد قول أوس السابق، فقول المصنف: المرأة، وهم.
ومن المجاز: " ارتكض " فلان في أمره: " اضطرب ". ومنه قول بعض الخطباء: انتفضت مرته، وارتكضت جرته. وكذا ارتكض الولد في البطن: اضطرب. وارتكض الماء في البئر: اضطرب. وكل ذلك مجاز. ومنه أيضا: ارتكض فلان في أمره: تقلب فيه وحاوله. وهو في معنى الاضطراب. منه أيضا " مرتكض الماء: موضع مجمه "، كما في الصحاح والأساس. " وراكضه: أعدى كل منهما فرسه. كما في الصحاح، والعباب، والأساس.
" وتركضاء وتركضاء "، بالفتح والكسر ممدودان، هكذا في النسخ، وهو غلط، والصواب: لتركضى والتركضاء، إذا فتحت التاء والكاف قصرت، وإذا كسرتهما مددت، هكذا " مثل بهما النحاة " في كتبهم " ولم يفسرا، وعندي أنهما الركض ".
قال شيخنا: هو من القصور العجيب، فقد فسرهما أبو حيان في شرح التسهيل فقال: قالوا: يمشي التركضاء، اسم لمشية فيها تبختر، وصرح بأن التاء زائدة، وقوله: " عندي "، غير عند، انتهى.
قلت: وفي اللسان: هو ضرب من المشي على شكل تلك المشية. وقيل: مشية التركضى: مشية فيها ترقل (3) وتبختر.
ومما يستدرك عليه:
المركضان: موضع عقبي الفارس من معدي (4) الدابة. وفرس مركضة ومركض: اضطرب جنينها في بطنها، عن أبي عبيد (5). وفرس ركاضة: محضرة.
ويقال: ركضه البعير برجله، إذا ضربه، ولا يقال رمحه، كما نقله الجوهري عن ابن السكيت، وكذلك نقله الأزهري وابن سيده.
وركض الأرض والثوب: ضربهما برجله.
والركض: مشي الإنسان برجليه معا. والمرأة تركض ذيولها وخلخالها برجليها إذا مشت، وهو مجاز، قال النابغة:
والراكضات ذيول الريط فنقها * برد الهواجر كالغزلان بالجرد وخرجوا يتراكضون. وتراكضوا إليهم خيلهم حتى أدركوهم. وارتكضوا في الحلبة. وأتيته ركضا. حكاه سيبويه، وهو مجاز.
وعن أبي الدقيش: تزوجت جارية فلم يك عندي شيء، فركضت برجليها في صدري وقالت: يا شيخ، ما أرجو بك؟ وهو مجاز.
وركضت النجوم في السماء: سارت، وهو مجاز، ومن ذلك بت أرعى النجوم وهي رواكض. وركضت القوس السهم: حفزته، ومنه قوس ركوض ومركضة، أي سريعة السهم، وقيل: شديدة الدفع والحفز للسهم، عن أبي حنيفة، تحفزه حفزا. قال كعب بن زهير:
شرقات بالسم من صلبي * وركوضا من السراء طحورا وركضت القوس: رميت بها (6)، وهو مجاز.