مجاز. وأنشد قول الشاعر، وهو طرفة بن العبد:
مخفوضها زول ومرفوعها * كمر صوب لجل وسط ريح قال الصاغاني: ويروى: وموضوعها. وقال ابن بري: والذي في شعره:
* مرفوعها زول ومخفوضها * والزول: العجب، أي سيرها اللين كمر الريح. وأما سيرها الأعلى وهو المرفوع فعجب لا يدرك وصفه.
والحفض، " بمعنى الجر "، وهما " في الإعراب " بمنزلة الكسر في البناء في مواضعات (1) النحويين، نقله الجوهري والجماعة.
ومن المجاز، الخفض: " غض الصوت " ولينه وسهولته. وصوت خفيض، ضد رفيع. " والخافض في الأسماء الحسنى: من يخفض الجبارين والفراعنة ويضعهم "، ويهينهم ويخفض كل شيء يريد خفضه.
" وخفض بالمكان يخفض: أقام ". وقال ابن الأعرابي: يقال للقوم: هم خافضون، إذا كانوا وادعين على الماء مقيمين، وإذا انتجعوا لم يكونوا في النجعة خافضين لأنهم يظعنون لطلب الكلإ ومساقط الغيث.
" والخافضة: التلعة المطمئنة " من الأرض، والرافعة: المتن من الأرض، عن ابن شميل. والخافضة: " الخاتنة "، نقله الجوهري. " وخفضت الجارية كختن الغلام. خاص بهن ". وقيل: خفض الصبي يخفضه خفضا: ختنه، فاستعمل في الرجل. والأعرف ما ذكره المصنف، وقد يقال للخاتن: خافض، وليس بالكثير. وفي الحديث: " إذا خفضت فأشمي " أي لا تسحتي، شبه القطع اليسير بإشمام الرائحة.
وقوله تعالى: " " خافضة رافعة " (2) أي ترفع قوما إلى الجنة وتخفض قوما إلى النار " كما في العباب. وقال الزجاج: المعنى أنها تخفض أهل المعاصي، وترفع أهل الطاعة. وقيل: تخفض قوما فتحطهم عن مراتب آخرين ترفعهم إليها؛ والذين خفضوا يسفلون إلى النار والمرفوعون يرفعون إلى غرف الجنان.
ومن المجاز قولهم: هو خافض الطير، أي وقور " ساكن، وكذلك خافض الجناح. من المجاز قوله تعالى: و " اخفض لهما جناح الذل من الرحمة " (3) أي " تواضع لهما " ولا تتعزز عليهما، " أو " هو " من المقلوب، أي " اخفض لهما " جناح الرحمة من الذل "، كما في العباب. وكذا قوله تعالى: " واخفض جناحك للمؤمنين " (4) أي ألن جانبك لهم. قال ابن شميل في تفسير الحديث: " إن الله " يخفض القسط ويرفعه " ". قال: القسط: العدل ينزله مرة إلى الأرض، ويرفعه أخرى. وقال الصاغاني: أي " يبسط لمن يشاء ويقدر على من يشاء ".
والعرب تقول: " أرض خافضة السقيا "، إذا كانت " سهلة السقي "، ورافعة السقيا، إذا كانت على خلاف ذلك.
ومن المجاز: " خفض القول يا فلان "، أي " لينه، و " خفض عليك " الأمر: هونه ".
ومنه حديث الإفك " ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم "، أي يسكنهم ويهون عليهم الأمر، وفيه أيضا قول أبي بكر لعائشة رضي الله عنهما: " خفضي عليك "، أي هوني الأمر ولا تحزني له.
و خفض " رأس البعير "، أي " مده إلى الأرض لتركبه "، قاله الليث، وأنشد لهميان بن قحافة:
يكاد يستعصي على مخفضه " واختفض: انحط "، كانخفض، نقله الصاغاني.
واختفضت " الجارية: اختتنت "، وهو مطاوع لخفضتها.
" والحروف المنخفضة: ما عدا " المستعلية، وهن الأربعة المطبقة، والخاء والغين المعجمتان، والقاف، يجمعها قولك " قغضخصطظ ".
* ومما يستدرك عليه:
الانخفاض: الانحطاط. وامرأة خافضة الصوت