عمر بن الخطاب إلى العراق، فأكون قد بسطت يدي جميعا في سبيل الله (1).
وأما اللاتي كنت أود أني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهن، فليتني سألته لمن هذا الأمر من بعده؟ فلا ينازعه فيه أحد، وليتني كنت سألته:
هل للأنصار فيها من حق؟ (2) وليتني كنت سألته عن ميراث بنت الأخ والعمة، فإن في نفسي من ذلك شيئا.
ثم دخل عليه أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا خليفة رسول الله، ألا ندعو لك طبيبا ينظر إليك؟ فقال: قد نظر إلى.
قالوا: فماذا قال؟ قال: إني فعال لما أريد، ثم قال لهم: انظروا ماذا أنفقت من بيت المال، فنظروا فإذا هو ثمانية (3) آلاف درهم، فأوصى أهله أن يؤدوها إلى الخليفة بعده. ثم دعا عثمان بن عفان فقال: اكتب عهدي، فكتب عثمان وأملى عليه (4):
بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهد به أبو بكر بن أبي قحافة آخر عهده في الدنيا نازحا عنها، وأول عهده بالآخرة داخلا فيها: إني استخلفت عليكم عمر بن الخطاب، فإن تروه عدل فيكم، فذلك ظني به ورجائي فيه، وإن بدل وغير فالخير أردت، ولا أعلم الغيب، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
ثم ختم الكتاب ودفعه، فدخل عليه المهاجرون والأنصار حين بلغهم أنه استخلف عمر، فقالوا: نراك استخلفت علينا عمر، وقد عرفته، وعلمت بوائقه فينا وأنت بين أظهرنا، فكيف إذا وليت عنا وأنت لاق الله عز وجل فسائلك، فما أنت قائل؟ فقال أبو بكر: لئن سألني الله لأقولن: استخلفت عليهم خيرهم في نفسي. قال: ثم أمر أن تجتمع له الناس، فاجتمعوا، فقال: أيها الناس قد حضرني من قضاء الله ما ترون، وإنه لا بد لكم من رجل يلي أمركم، ويصلي