الصبح شد عليه سيفه، فأدبر معاوية، فضرب رانفة (1) أليته ففلقها، ووقع السيف في لحم كثير (2)، وأخذ، فقال لمعاوية: إن لك عندي لخبرا سارا، قد قتل الليلة علي، وحدثه الحديث، وعولج معاوية فبرئ، وأمر بقتل البرك، (3) وقيل: ضرب البرك معاوية وهو ساجد، فمذ ذاك جعل الحرس على رؤوس الخلفاء، واتخذ معاوية المقصورة.
وأما الثالث: فقصد عمرو بن العاص ليلة الميعاد، فلم يخرج تلك الليلة، لعلة وجدها في بطنه، وصلى بالناس خارجة بن حذافة العدوي (4)، فشد عليه الخارجي، وهو يظن أنه ابن العاص، فقتله، وأخذ، فأتي به عمرو بن العاص، فلما رآه قال: ومن المقتول؟ قالوا: خارجة. فقال: أردت عمرا وأراد الله خارجة، ثم قال لعمرو بن العاص الحديث، وما كان من اتفاقه مع صاحبيه، فأمر بقتله. فلما قتل علي تداعى أهل الشام إلى بيعة معاوية، وقال له عبد الرحمن بن خالد بن الوليد: نحن المؤمنون، وأنت أميرنا، فبايعوه وهو بإيلياء لخمس ليال خلون من شوال سنة أربعين.
فصل روي عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: " يا علي، أتدري من أشقى الأولين والآخرين؟ قال: الله ورسوله أعلم. قال: " أشقى الأولين: عاقر الناقة (5)، وأشقى الآخرين: الذي يطعنك. وأشار إلى حيث طعن " (6). قال: وخرج علي في ليلة قتله وهو يقول: