إلى أهل المدينة، أعلمهم فيه قول يزيد، وأحضهم على الطاعة والتسليم، والرضا والقبول لما بذل لهم، وأنهاهم أن يتعرضوا لجيوشه، وقلت لرسولي:
اجهد السير، فدخلها في عشر، فوالله ما أرادوا ذلك ولا قبلوه، وقالوا: والله لا يدخلها عنوة أبدا.
كتاب يزيد إلى أهل المدينة قال: وكتب يزيد إلى أهل المدينة كتابا، وأمر عثمان بن محمد يقرأه عليهم، فقدم الكتاب المدينة، وعثمان خائف، فقرأه عليهم، فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم: أما بعد، فإني قد نفستكم حتى أخلفتكم، ورفعتكم حتى أخرقتكم (1)، ورفعتكم على رأسي ثم وضعتكم، وأيم الله لئن آثرت أن أضعكم تحت قدمي لأطأنكم وطأة أقل منها عددكم وأترككم أحاديث تتناسخ كأحاديث عاد وثمود، وأيم الله لا يأتيكم مني أولى من عقوبتي، فلا أفلح من ندم (2).
ما أجمع عليه أهل المدينة ورأوه من إخراج بني أمية قال: وذكروا أنه لما قرئ الكتاب، تكلم عبد الله بن مطيع ورجال معه كلاما قبيحا، فلما استبان لهم أن يزيد باعث الجيوش إليه، أجمعوا على خلافهم (3)، واختلفوا في الرياسة أيهم يقوم بهذا الأمر. فقال قائل: ابن مطيع،