11 علي بن محمد حدثني محمد بن أحمد عن بعض أصحابنا عن علي بن محمد بن عيسى عن عبد الله بن محمد الحجال قال كنت عند الرضا ع ومعه كتاب يقرؤه في بابه حتى ضرب به الأرض فقال كتاب ولد الزنا للزانية فكان كتاب يونس.
12 آدم بن محمد حدثني علي بن محمد القمي حدثني أحمد بن محمد بن عيسى عن عبد الله بن محمد الحجال قال كنت عند أبي الحسن الرضا ع إذ ورد عليه كتاب يقرؤه فقرأه ثم ضرب به الأرض فقال هذا كتاب ابن زان لزانية هذا كتاب زنديق لغير رشده فنظرت إليه فإذا كتاب يونس.
13 آدم بن محمد القلانسي البلخي حدثني علي بن محمد القمي حدثني أحمد بن محمد بن عيسى القمي عن يعقوب بن يزيد عن أبيه يزيد بن حماد عن أبي الحسن ع قال قلت له أصلي خلف من لا اعرفه فقال لا تصل الا خلف من تثق بدينه فقلت له أصلي خلف يونس وأصحابه فقال يأبى ذلك عليكم علي بن حديد قلت آخذ بقوله قال نعم فسالت علي بن حديد عن ذلك فقال لا تصل خلفه ولا خلف أصحابه ومضى في عبد الله بن جندب أن الحسن بن علي بن يقطين كان سئ الرأي في يونس وروى في الصحيح أنه قيل لأبي الحسن ع أن يونس مولى آل يقطين يزعم أن مولاكم والمتمسك بطاعتكم عبد الله بن جندب يعبد الله على سبعين حرفا ويقول أنه شاكره فقال هو والله أولي بان يعبد الله على حرف ما له ولعبد الله بن جندب أن عبد الله بن جندب لمن المخبتين أقول ومر هناك حديث رؤية يونس عبد الله بعرفة وشهادته باجتهاده في العبادة ومدحه فلا يعقل أن يقول في حقه مثل هذا الكلام وإن روي في الصحيح ويمكن أن يكون راويه سمعه من حاسد ليونس ولم يمكن الامام ع تكذيبه لبعض المصالح أو درء بعض المفاسد وقال الكشي أيضا:
علي بن محمد القتيبي حدثنا الفضل بن شاذان قال كان أحمد بن محمد بن عيسى تاب واستغفر من وقيعته في يونس لرؤيا رآها وقد كان علي بن حديد يظهر في الباطن الميل إلى يونس وهشام. قال أبو عمرو فلينظر الناظر فيتعجب من هذه الأخبار التي رواها القميون في يونس وليعلم أنها لا تصح في العقل وذلك أن أحمد بن محمد بن عيسى وعلي بن حديد قد ذكر الفضل من رجوعهما عن الوقيعة في يونس ولعل هذه الروايات كانت من احمد قبل رجوعه ومن علي مداراة لأصحابه فاما يونس بن بهمن كان اخذ من يونس بن عبد الرحمن فلا يعقل أن يظهر له مثلبة فيحكيها عنه والعقل ينفي مثل هذا إذ ليس في طباع الناس اظهار مساويهم بألسنتهم على نفوسهم واما حديث الحجال الذي رواه أحمد بن محمد فان أبا الحسن ع أجل خطرا وأعظم قدرا من أن ينسب أحدا إلى الزنا وكذلك آباؤه ع من قبله وولده من بعده لأن الرواية عنهم بخلاف هذا إذ كانوا قد نهوا عن مثله وحثوا على غيره مما فيه الزينة للدين والدنيا روى علي بن جعفر عن أبيه عن جده عن علي بن الحسين ع أنه كان يقول لبنيه جالسوا أهل الدين والمعرفة فإن لم تقدروا عليهم فالوحدة آنس واسلم فان أبيتم الا مجالسة الناس فجالسوا أهل المروات فإنهم لا يرفثون في مجالسهم فما حكاه هذا الرجل عن الامام في باب الكتاب ما لا يليق به إذ كانوا ع منزهين عن البذاء والرفث والسفه وتكلم عن الأحاديث الأخرى بما يشاكل هذا انتهى أقول: وجه الجمع بين هذه الأحاديث أولا صحة سند أحاديث المدح وضعف سند أحاديث القدح فعن الشهيد الثاني: اورد الكشي في ذمه نحو عشرة أحاديث وحاصل الجواب عنها يرجع إلى ضعف سندها وجهالة بعض رجالها والله أعلم بحاله انتهى ثانيا يظهر من نفس هذه الأحاديث أنه كان يروي ما لا تتحمله أكثر العقول مع أنه حق فقدح فيه لذلك ثالثا يمكن كون بعض ما ورد فيه من الذم واللعن منهم ع من باب خرق السفينة فقد ورد نظيره في أجلاء الرواة وبينوا ع وجهه بذلك رابعا الخبر الذي فيه الارجاع إلى قول علي بن حديد فيه أن علي بن حديد ورد فيه ذم فالارجاع إلى قوله إن صح هو لحكمة أخرى لا لصحة قوله مع أن يونس فيه محتمل ليونس بن ظبيان.
وفي تعليقه البهبهاني على رجال الميرزا في أمالي الصدوق في الصحيح عن علي بن مهزريار كتبت إلى أبي جعفر محمد بن علي بن موسى الرضا جعلت فداك أصلي خلف من يقول بالجسم وحلف من يقول بقول يونس يعني ابن عبد الرحمن فكتب لا تصلوا خلفهم ولا تعطوهم من الزكاة وابرأ منهم برئ الله منهم قال والسند في غاية الصحة الا حكاية المكاتبة ويمكن أن يكون قول يونس قولا اشتهر في ذلك الزمان نسبته إليه ولم يكن قوله واقعا أو يكون قوله يعني ابن عبد الرحمن اجتهادا من بعض الرواة وكان خطا أو أن الغرض منه كان دفاعا عنه وتخليصا له من الحساد أو غير ذلك ومضى في جعفر بن عيسى بن يقطين ما يدل على جلالته وهو أنه استؤذن لجماعة على أبى الحسن الثاني الرضا ع فقال يدخل آل يقطين ويونس بن عبد الرحمن ويدخل الباقون رجل رجل فلما دخلوا وخرجوا خرج مسافر وهو آذنه ودعا هشام بن إبراهيم ودعا الختلي وهو المشرقي وجعفر بن عيسى ويونس فقال له جعفر أشكو إلى الله واليك ما نحن فيه من أصحابنا هم والله يا سيدي يزندقوننا أو يكفروننا ويبرأون منا فقال هكذا كان أصحاب علي بن الحسين ومحمد بن علي وأصحاب جعفر وموسى صلوات الله عليهم ولقد كان أصحاب زرارة يكفرون غيرهم وغيرهم كانوا يكفرونهم فقلت له يا سيدي نستعين بك على هذين الشخصين يونس وهشام وهما حاضران وهما أدبانا وعلمانا الكلام فان كنا يا سيدي على هدى فقرنا وإن كنا على ضلال فهذان أضلانا فمرنا بتركه ونتوب إلى الله على النصيحة القديمة والحديثة خيرا فتأولوا القديمة علي بن يقطين رحمه الله والحديثة خدمتنا له وقال يونس جعلت فداك انهم يزعمون انا زنادقة فقال له أ رأيتك لو كنت زنديقا فقال لك هو مؤمن ما كان ينفعك من ذلك ولو كنت مؤمنا فقال هو زنديق ما كان يضرك منه الحديث قال البهبهاني وكذا في هشام بن إبراهيم وسعد بن عبد الله وأيوب بن نوح وبالجملة يظهر من كثير من التراجم كترجمة جعفر بن عيسى وزرارة وغيرهما أن كثيرا من الشيعة يخالف بعضهم بعضا ويذمون ويقدحون ويكفرون وربما كان ذلك من ديانتهم بأنهم كانوا يرون من آخر ما هو في اعتقادهم وباجتهادهم غلو أو جبر أو تشبيه أو استخفاف به تعالى وربما كان منشؤه قصور فهمهم وعدم قابليتهم لدرك حقيقة الامر وكثيرا ما كانوا يعرضون الامر على امامهم وهم ع ربما كانوا يمنعونهم وربما كانوا يسكتون أو يوافقونهم بأنه إذا كان كذلك فهو ملعون أو لا تصلوا خلفه أو نظائر ذلك وهم يفهمون الطعن فيه واللعن عليه واقعا على حسب معتقدهم ومر في زرارة ما ينبه على ذلك وهم ما كان عليهم تكذيبهم بالنسبة لمخالفته لمعلومهم ومحسوسهم