أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين - ج ١٠ - الصفحة ٢٤٥
فعال منتدب لله محتسب * في الله معتصم بالله ملتزم حتى حوى بحرها الطامي فراتهم * الجاري ببحر من الهندي ملتطم فكف كفا عن الورد المباح وفي * أحشائه ضرم ناهيك من ضرم وحرمت أن تنال الري مهجته * كأنما الري فيها أشهر الحرم ولم تهم بشرب الماء همته * وسلب ذا الهم نفسا أكبر الهمم وهل ترى صادقا دعوى اخوته * روى حشي وأخوه في الهجير ظمي وما كفاه الردى دون ابن والده * حتى قضى مثله وأرى الفؤاد ظمي حتى ملا مطمئن الجاش قربته * ثم انثنى مستهلا قاصد الحرم فكاثروه فألفوا غير ما نكس * ماضي الشبا غير هياب ولا ارم فردها وسيوف الهند تحسبها * برق الحيا ورماح الخط كالأجم أكمى كمي ومن كان الوصي له * أبا فذاك كمي فوق كل كمي يستوعب الجمع لا مستفهما بهل * عنه ولا سائلا عن عده بكم غير أن تأبى يسير الطعن همته * فلا يؤم زحاما غير مزدحم حتى ابتنى قلل العلياء من شرف * ورم ساحتها الجرباء بالرمم عموه بالنبل والسمر العواسل والبيض * الفواصل من فرع إلى قدم فخر للأرض مقطوع اليدين له * من كل مجد يمين غير منجذم وله من قصيدة:
إن تكن كربلاء فحيوا رباها * واطمئنوا بنا نشم ثراها الثموا جوها الأنيق على ما * كان في القلب من حريق جواها واغمروها بأحمر الدمع سقيا * فكرام الورى سقتها دماها وبنفسي مودعون وفي العين * بكاها وفي القلوب لظاها من بحور تضمنتها قبور * وبدور قد غيبتها رباها ركبهم والقضا باظعانهم يسري * وهادي الورى امام سراها والمساعي من خلفهم نادبات * والمعالي مشغولة بشجاها ساكبات الدموع لا يتلاقى * بين أجفانها وبين كراها وتبدت شوارع الخيل والسمر * وفرسانها يرف لواها فدعا صحبه هلموا فقد اسمع * داعي المنون نفسي رداها فأجاب الجميع عن صدق نفس * أجمعت أمرها وحازت هداها لا ومعنى به تقدست ذاتا * وجلال به تعاليت جاها لا نخليك أو نخلي الأعادي * تتخلى رؤوسها عن طلاها واستبانت على الوفا وتواصته * وأضحى كما تواصت وفاها تتهادى إلى الطعان اشتياقا * ليت شعري هل في فناها بقاها ذاك حتى ثوت موزعة الأشلاء * صرعى سافي الرمال كساها وامتطى الندب مهره لا يبالي * أشاته منونه أم شاها يتلقى القنا بباسم ثغر * متلقى العفاة حين يراها مقريا وافديه نسرا وذئبا * لحم أسد لحم الأسود قراها وأنبرت نبلة فشلت يدا رجس * رماها وكف علج براها وهوى الأخشب الأشم فماجت * نقطة الكون أرضها وسماها وانثنى المهر بالظليمة عاري * السرج ناع للمكرمات فتاها يا لقومي لعصبة عصت الله * واضحى لها هواها آلاها أسخطت أحمدا ليرضى يزيد * ويلها ما أضلها عن هداها يا ابن من شرف البراق وفاق * الكل والسبعة الطباق طواها أن تمنى العدى لك النقص بالقتل * فقد كان فيه عكس مناها أين من مجدك المنيع الأعادي * وبك الله في العناية باهى وعليك اعتماد نفسي فيما * أملته وما جنته يداها وذنوبي وإن عظمن فاني * بك يا ابن الكرام لا أخشاها وبميسور ما استطعت ثنائي * والهدايا بقدر من أهداها وله من قصيدة:
أهاب به الداعي فلباه إذ دعا * وكان عصي الدمع فانصاع طيعا عصى دمعه حادي المطايا فمذ رأى * بعينيه ظعن الحي أسرع أسرعا فبادر لا يلوي به عذل عاذل * إذا قيل مهلا بعض هذا تدفعا ظعائن تسري والقلوب بأسرها * على أثرها يجرين حسري وظلعا وبالنفس أفدي ظاعنين تجلدي * لبينهم قبل التودع ودعا مضوا والمعالي الغر حول قبابهم * تطوف الجهات أ لست مثنى ومربعا سروا وسواد الليل داج وشعشعت * على لونه أنوارهم فتشعشعا يحل الهدى أنى يحلون والندى * فان أقلعوا لا قدر الله اقلعا مصاليت يوم الحرب رهبان ليلهم * بوارع في هذا وفي ذاك خشعا ترى الفرد منهم يجمع الكل وصفه * كمالا كان الكل فيه تجمعا وتهوى الأيامى لو تحل ربوعهم * وقد تركت من حولها الروض سرعا رمت بهم نحو العلا المحض عزمة * لو الطود وافاها وهي وتصدعا عشية أمسى الدين دين أمية * وأمسى يزيد للبرية مرجعا وهل خبرت فيما تروم أمية * بان العلا لم تلف للضيم مدفعا وقد علمت أن المعالي زعيمها * حسين إذا ما عن ضيم فافزعا رأى الدين مغلوبا فمد لنصره * يمين هدى من عرصة الدين أوسعا فاوغل يطوي الكون ليس بشاغل * على ما به من كف علياه إصبعا يقود إلى الحرب العوان ضراغما * حواسرها أمضى من الغير درعا تجر من الرمح الطويل مزعزعا * ويمضي من السيف الصقيل مشعشعا مطلا على الأقدار لو شاء كفها * فجاءته تترى حسبما شاء طيعا فالقى ببيداء الطفوف مشمرا * إلى الموت لن يخشى ولن يتروعا وقامت رجال للمنايا فارخصوا * نفوسا زكت في المجد غرسا ومنبعا تفرع من عليا قريش فان سطت * رأيت أخا ابن الغاب عنها تفرعا بدور زهت أفعالهم كوجوههم * فسرتك مرأى إذ تراها ومسمعا أبوا جانب الورد الذميم وأشرعوا * مناهل اضحى الموت فيهن مشرعا فاكسبها المجد المؤثل أبلج * غشى نوره جنح الدجى فتقشعا فتنثر أوصال الكمي سيوفها * وتنظم بالرمح الطويل المدرعا إلى أن ثووا صرعى الغداة كأنهم * ندامى سقوا كأسا من الراح مترعا وأقبل ليث الغاب يحمي عرينه * ببأس من العضب اليماني اقطعا يكر فتلقى الخيل حين يروعها * مضامين سرب خلفها الصقر زعزعا يصرف آحاد الكتيبة رأيه * فلا ينتقي إلا الكمي المقنعا بطعن يعيد الزوج بالضم واحدا * وضرب يعيد الفرد بالقطع أربعا ولما رمت كف المقادير رميها * وحان لشمل الدين أن يتصدعا بدى عن سراة السرج يهوي كأنما * جبال شروري من علاها هوت معا وراح بأعلى الرمح يزهو كريمه * كبدر الدجى إذ تم عشرا وأربعا وعاثت خيول الظالمين فأبرزت * كرائم أعلى أن تهان وارفعا ثواكل لم يبق الزمان لها حمى * يكن ولم يترك لها الدهر مفزعا تكاد إذا ما أسبلت عبراتها * تعيد الثرى من وابل الدمع مربعا وكادت إذا ما أشعلت زفراتها * بأنفاسها يغدو لها الروض بلقعا فما الفاقدات الألف شتت جمعها * غداة النوى أيدي العداة ووزعا
(٢٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 ... » »»
الفهرست