شعره قال:
بنفسي البارع الحسن * المقيم لصبوتي الحجة ثوى قلبي ولكن قد * أثار به الهوى عجه رماه بسهم ناظره * فأشجاه كما شجه ضرورة حسنه أغنت * عن البرهان والحجة وما للمدعي دعوى * لها وجه وإن وجه جفون للحمى ترنو * وبين يديه لي مهجه فهذي حرها نار * وتلك ميلها ثجة وله:
وددت بزعمي أن في الود راحة * ولم أدر أن الود غايته الهلك عشقت فلم أعلم فلما استرقني * علمت ولكن حيث لم يمكن الفك وله:
ما ذقت لذة ساعة من قربه * إلا ونغصها بروعة بينه عين الغزال بصده ونفاره * وابن الغزال بجيده وبعينه لم يلو غيري في معاملة له * أبدا ويلوى ذا الغرام بدينه ومن شعره المقصورة وكانه عارض بها مقصورة ابن دريد التي تنيف على مائتين وخمسين بيتا يذكر في أولها حكما وأمثالا وفي وسطها حماسة وفي آخرها مديح أهل البيت ع واحدا بعد واحد وأولها:
يا بارقا لاح على أعلى الحمى * أأنت أم أنفاس محروق الحشا وله في أمير المؤمنين ع:
أ لم يعلم الجاني على الليث انه * أتى الليث في محرابه وهو ساجد ولو جاءه من حيث ما الليث مبصر * لخانته عن حمل الحسام السواعد لقد فل في ذاك الحسام مهندا * تفل بماضي شفرتيه الشدائد وقال من قصيدة بدأها بالنسيب ثم انتقل إلى مدح أمير المؤمنين ثم إلى رثاء الحسين ع وقد آثرنا نشر مديحها مع القصائد التي نشرناها في الجزء الثالث المخصوص بحياة أمير المؤمنين ع. قال في نسيبها:
أ رأيت يوم تحملتك القودا * من كان منا المثقل المجهودا حملتها الغصن الرطيب وورده * وحملت فيك الهم والتسهيدا وجعلت حظي من وصالك أن أرى * يوما به ألقى خيالك عيدا لو شئت أن تعطي حشاي صبابة * فوق الذي بي ما وجدت مزيدا أهوى رباك وكيف لي بمنازل * حشدت علي ضغائنا وحقودا أ معرس الحيين ما لك لم تجب * مضنى ولم تسمع له منشودا أ أصمك الأظعان يوم تحملوا * أم صرت بعد الظاعنين بليدا قد كنت توضح بالأسنة والظبي * معنى وتفصح موعدا ووعيدا حيث الشموس على الغصون ولم تكن * عاينت الا أوجها وقدودا من سام عزك فاستباح من الشري * آساده ومن الخدور الغيدا انى انتفى ذاك الجلال وأصبحت * أيامك البيض الليالي سودا فاسمع أبثك انني أنا ذلك الكمد * الذي بك لا يزال عميدا ما بعدت منك القريب حوادث * عرضت ولا قربن منك بعيدا لا تحسبنه هوى يخال وإن غدا * حظي الشقي تفرقا وصدودا فلأنت أنت وإن عدت بك نية * عن ناظري وتركن دونك بيدا ولئن أبحت تجلدي فطالما * ألفيتني عند الخطوب جليدا وقال في رثائها:
تالله لا أنسى ابن فاطم والعدي * تهدي إليه بوارقا ورعودا غدروا به إذ جاءهم من بعد ما * أسدوا إليه مواثقا وعهودا قتلوا به بدرا فاظلم ليلهم * فغدوا قياما في الضلال قعودا وحموه أن يرد المباح وصيروا * ظلما له ظامي الرماح ورودا فسمت إليه أماجد عرفوا به * قصد الطريق فادركوا المقصودا نفر حوت جمل الثنا وتسنمت * قلل المعالي والدا ووليدا من تلق منهم تلق كهلا أو فتى * علم الهدى بحر الندى المورودا وتبادرت طلق الأعنة لا ترى الغمرات * إلا المائسات الغيدا وكأنما قصد القنا بنحورهم * درر يفصلها الفناء الطعان عقودا واستنزلوا حلل العلا فأحلهم * غرفاته فغدا النزول صعودا فتظن عينك أنهم صرعى وهم * في خير دار فارهين رقودا وأقام معدوم النظير فريد بيت * المجد معدوم النصير فريدا يلقى القفار صواهلا ومناصلا * ويرى النهار قساطلا وبنودا ساموه أن يرد الهوان أو المنة * والمسود لا يكون مسودا فانصاع لا يعبأ بهم عن عدة * كثرت عليه ولا يخاف عديدا يلقى الكماة بوجه أبلج ساطع * فكأنما أموا نداه وفودا يسطو فتلقى البيض تغرس في الطلى * فتعود قائمة الرؤوس حصيدا أسد تظل له الأسود خواضعا * فترى الفتى يحكي الفتاة الرودا البرق صارمه ولكن لم يسق * للوبل إلا هامة ووريدا والصقر لهذمه ولكن لم يصد * إلا قلوبا أوغرت وكبودا باس يسر محمدا ووصيه * ويغيظ نسل سمية ويزيدا حتى إذا حم الحمام وآن لا * تلقى عمادا للعلى وعميدا عمدت له كف العناد فسددت * سهما عدا التوفيق والتسديدا فثوى بمستن النزال مقطع * الأوصال مشكور الفعال حميدا لله مطروح حوت منه الثرى * نفس العلى والسؤدد المعقودا ومبدد الأوصال الزم حزنه * شمل الكمال فلازم التبديدا ومجرح ما غيرت منه القنا * حسنا ولا اخلقن منه جديدا قد كان بدرا فاغتدى شمس الضحى * مذ ألبسته يد الدماء لبودا يحمي أشعته العيون فكلما * حاولن نهجا خلته مسدودا وتظله شجر القنا حتى أبت * إرسال هاجرة إليه بريدا وثواكل في النوح تسعد مثلها * أ رأيت ذا ثكل يكون سعيدا ناحت فلم تر مثلهن نوائحا * إذ ليس مثل فقيدهن فقيدا لا العيس تحكيها إذا حنت ولا * الورقاء تحسن عندها الترديدا إن تنع أعطت كل قلب حسرة * أو تدع صدعت الجبال الميدا عبراتها تحيي الثرى لو لم تكن * زفراتها تدع الرياض همودا وغدت أسيرة خدرها ابنة فاطم * لم تلق غير أسيرها مصفودا تدعو بلهفة ثاكل لعب الأسى * بفؤاده حتى انطوى مفئودا تخفي الشجا جلدا فان غلب الأسى * ضعفت فأبدت شجوها المكمودا نادت فقطعت القلوب بشجوها * لكنما انتظم البيان فريدا