وله مقرضا ديوان المترجم:
ديوان نجل المقتدي بشارة * لسائر الشعر غدا إكليلا ما هو الا جنة قد ازدهرت * وذللت قطوفها تذليلا وأرسل إلى المترجم بهذه الأبيات:
سلام يفعم الآفاق طيبا * وينجم في سماء الود نجما أخص به رضيع المجد جدا * وترب المكرمات أبا واما سليل بشارة المولي الذي قد * علاء طرف العلى حلما وعلما فتى اضحى لمن والاه شهدا * وراح لضده صابا وسما لبيب قد حكى خلقا وسببا * فتيت المسك والبحر الخضما مواهبه بأفق الجود لاحت * نجوما ترجم الافلاس رجما وقد آضت جباه الدهر غرا * به من بعد ما قد كن بهما وأرسل السيد نصر الله إلى المترجم أيضا بهذه الأبيات:
سلام كزهر الروض إذ جاده القطر * وكالعنبر الداري إذ مسه الجمر أخص به المولى سليل بشارة * أخا الفضل في مدحه يزدهي الشعر سحاب الندى الشهم الذي ناصت السهى * عزائمه وانقاد قنا له الدهر فتى فاز بالقدح المعلى من العلى * وجاز علوما لا يحيط بها الحصر مناقبه غر مواهبه حيا * منازله خضر مناصله حمر وبعد فان الحال من بعد بعدكم * كحال رياض الحزن فارقها القطر فلا تقطعوا يوما عن الصب كتبكم * ففي نشرها للميت من بعدكم نشر وأرسل إلى المترجم أيضا بهذه الأبيات:
إلى ابن بشارة المولى الذي قد * تجاوز في المعالي كل غاية فتى برق البشاشة في المحيا * على طيب الأرومة منه آية جليل القدر محمود السجايا * على كل القلوب له الولاية روى الاحسان عن جد فجد * وقد صحت له تكل الرواية إذا ما جن للاشكال ليلى * ترى مثل الصباح الطلق راية وان حسرت لثاما حرب بحث * فليس لها بكف سواه رأيه فسدد رأيه يا رب لطفا * وجنبه الضلالة والغواية والبسه من الإنعام بردا * موشى بالكلاءة والحماية وأرسل السيد نصر الله إلى المترجم أيضا:
سلام يسحب الأذيال تيها * على هام الدراري الثاقبات فتى أضحت بغيث نداه تزهو * أزاهير الأماني للعفاة وراحت في صباح الرأي منه * مجابات دياجي المشكلات له بيت على عنق الثريا * وعزم في مناط النيرات ونظم يشبه الأزهار لو لم * تعد بعد النضارة ذابلات وأرسل إليه السيد نصر الله هذه القصيدة والتزم فيها الجناس المذيل وهي:
لعمرك ان دمع العين جار * لاني حنظل التفريق جارع وما لي غير شهد الوصل شاف * فهل لي في اجتناء منه شافع وقلبي للوصول إليك صاد * ونظمي بالثناء عليك صادع وهمي ليثه الفتاك ضار * ولولاه لما أمسيت ضارع ولوني أصفر والدمع قان * وطرفي منكم بالطيف قانع ومذ غبتم فصبحي شبه قار * لدي وإصبعي للسن قارع واني للتواصل منك راج * فهل ذاك الزمان إلي راجع واني بالذي تهواه راض * أيا مولى الفضل راضع فيا لك من كريم الأصل سام * لهمس المجتدين نداه سامع هزبر عنه سيف الضد ناب * وينبوع الفضائل منه نابع وطرف الخائف المذعور ساج * بمغناه وطير المدح ساجع وبحر علومه للناس طام * وكل منهم بالري طامع وغيث نداه طول الدهر هام * وغيث الأفق بعض العام هامع ومعشره أولو سلم وضال * لديهم سابق الكرماء ضالع له سيف غداة الحرب دام * وطرف خشية الجبار دامع ونسك من رياء الخدع خال * وطبع للخلاعة راح خالع وشعر رائق كشراب جام * لحسن نفائس الاشعار جامع وقلب قلب في الحرب ساط * ووجه في ظلام الخطب ساطع واحسان لحر المدح شار * ورمخ عزيمة ما زال شارع حليم للعدي بالصفح جاز * ومن هول الحوادث غير جازع وزاك علمه للجهل ناف * وطب ان يضرك فهو نافع وشهم ما له في الخلق زار * لحب هواه في الأحشاء زارع لما لا يرتضيه الله قال * ألم تره لضرس هواه قالع وقاه الله نظرة كل راء * فان جماله للعقل رائع وقال الحاج محمد جواد آل عواد البغدادي مقرضا على نشوة السلافة:
إما بعد فان مولانا الشيخ العالم العلامة والنحرير الفاضل الفهامة عرابة راية الأدب والفضل وعباس سقاية الندى والبذل مشيد أركان العلم وعامر مغانيه مرصع تيجان النظم والنثر بدر معانيه رضيع لبان الفصاحة والبلاغة والمبرز على أدباء عصره بحسن السبك والصياغة الذي صلت خلفه بلغاء زمانه وأقرت له بالتقديم فضلاء أوانه ذا النفس العصامية صاحب القدر العلي مولانا وملاذنا الشيخ محمد علي. ثم قال من نظمه شعرا:
قم نزه الطرف بهذا الكتاب * فحسنه قد جاز حد النصاب هذا كتاب أم رضاب حلا * أم نفث سحر أم نضار مذاب أم خمرة صهباء عادية * قلدها المزج بدر الحباب أم روضة بكرها عارض * فازدهرت بطحاؤها والهضاب ما شاهدت مرآة شمس لا ضحى * الا توارت خجلا في الحجاب ولا رأته عذبات النقا * الا اغتدت من حسد في عذاب والبدر لو عاينه لاختفى * من الحيا تحت سجوف السحاب والغيد لو تبصره لاستحت * وأصبحت في كمد واكتئاب فاستغن عن كل كتاب به * فغيره القشر وهذا اللباب واقطف من الروض أزاهيره * واملأ من الدر النظيم الحقاب ورد شراب الأنس من حوضه * ودع طماح العين نحو السراب وأحس الحميا منه صرفا ولا * تكن كمن يمزج شهدا بصاب فطلعة البدر باشراقها * تغني الورى عن لمعان الشهاب والفدم ان أنكر آياته * فاتل عليه ان شر الدواب فايد الله بتوفيقه * مؤلفا أوضح نهج الصواب فهو الذي أشعاره تخجل الدر * بألفاظ رشاق عذاب كنغمة العود إذا أنشدت * وما سواها كطنين الذباب مولى علاء هام العلى رفعة * فهو علي الاسم عالي الجناب