فامض، حتى إذا سرت ليلتين فانشر كتابي ثم امض لما أنت فيه (1)، قلت:
يا رسول الله أي ناحية؟ قال: اسلك النجدية تؤم (2) ركبة (3) فانطلق عبد الله في ثمانية - وقيل: اثنى عشر من المهاجرين - كل اثنين يتعاقبان بعيرا، حتى إذا كان ببئر ابن ضميرة نشر الكتاب فإذا فيه: سر حتى تأتي بطن نخلة على اسم الله وبركاته، ولا تكرهن أحدا من أصحابك على المسير معك، وامض لأمري فيمن تبعك حتى تأتي بطن نخلة على اسم الله وبركاته: فترصد بها عير قريش. فلما قرأه عليهم قالوا أجمعين: نحن سامعون مطيعون لله ولرسوله ولك، فسر على بركة الله.
فسار حتى جاء نخلة فوجد عيرا لقريش فيها عمرو بن الحضرمي خارجا نحو العراق، والحكم بن كيسان المخزومي، وعثمان بن عبد الله بن المغيرة المخزومي، ونوفل بن عبد الله بن المغيرة المخزومي، فهابهم أصحاب العير، وأنكروا أمرهم، فحلق عكاشة ابن محصن بن حرثان بن قيس بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي (حلقه عامر بن ربيعة) ثم وافى ليطمئن القوم. فقال المشركون:
لا بأس! قوم عمار (4)، فأمنوا وقيدوا ركابهم وسرحوها، وتشاور المسلمون في أمرهم - وكان آخر يوم من رجب ويقال: أول يوم من شعبان (5) فقالوا: إن تأخرتم عن هذا اليوم دخلوا الحرم (6) فامتنعوا، وإن أصبتموهم ففي الشهر الحرام. فغلب على الأمر الذين يريدون عرض الدنيا وقاتلوهم. فرمى واقد (7) بن عبد الله (بن عبد مناف بن عرين بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد ابن مناة بن تميم التميمي اليربوعي الحنظلي) عمرو بن الحضرمي فقتله. وشد القوم عليهم، فأسروا عثمان بن عبد الله بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وحكم ابن كيسان - وكان الذي أسر الحكم بن كيسان المقداد بن عمرو، فدعاه رسول الله إلى الإسلام فأسلم وقتل ببئر معونة شهيدا. وأعجزهم نوفل بن عبد الله بن