المصرية، وقصروهم عليها، وتزوجت في هذه السنة أم خليل شجرة الدر بالملك المعز عز الدين أيبك التركماني (1)، مملوك زوجها الصالح أيوب. وفيها نقل تابوت الصالح أيوب إلى تربته بمدرسته، ولبست الأتراك ثياب العزاء، وتصدقت أم خليل عنه بأموال جزيلة. وفيها خربت الترك دمياط (2) ونقلوا الأهالي إلى مصر وأخلوا الجزيرة أيضا خوفا من عود الفرنج. وفيها كمل شرح الكتاب المسمى بنهج البلاغة في عشرين مجلدا مما ألفه عبد الحميد بن داود بن هبة الله بن أبي الحديد المدائني، الكاتب للوزير مؤيد الدين بن العلقمي، فأطلق له الوزير مائة دينار وخلعة وفرسا، وامتدحه عبد الحميد بقصيدة، لأنه كان شيعيا معتزليا. وفي رمضان استدعى الشيخ سراج الدين عمر بن بركة النهر قلي مدرس النظامية ببغداد فولي قضاء القضاة ببغداد مع التدريس المذكور، وخلع عليه. وفي شعبان ولي تاج الدين عبد الكريم بن الشيخ محيي الدين يوسف بن الشيخ أبي الفرج بن الجوزي حسبة بغداد بعد أخيه عبد الله الذي تركها تزهدا عنها، وخلع عليه بطرحة، ووضع على رأسه غاشية، وركب الحجاب في خدمته. وفي هذه السنة صليت صلاة العيد يوم الفطر بعد العصر، وهذا اتفاق غريب. وفيها وصل إلى الخليفة كتاب من صاحب اليمن صلاح الدين بن يوسف بن عمر بن رسول يذكر فيه أن رجلا باليمن خرج فادعى الخلافة، وأنه أنفذ إليه جيشا فكسروه وقتلوا خلقا من أصحابه وأخذ منهم صنعاء وهرب هو بنفسه في شرذمة ممن بقي من أصحابه. وفيها أرسل الخليفة إليه بالخلع والتقليد وفيها كانت وفاة:
بهاء الدين علي بن هبة الله بن سلامة الحميري (3) خطيب القاهرة، رحل في صغره إلى العراق فسمع بها وغيرها، وكان فاضلا قد أتقن معرفة مذهب الشافعي رحمه الله تعالى، وكان دينا حسن الأخلاق واسع الصدر كثير البر، قل أن يقدم عليه أحد إلا أطعمه شيئا، وقد سمع الكثير على السلفي وغيره، وأسمع الناس شيئا كثيرا من مروياته، وكانت وفاته في ذي الحجة من هذه السنة، وله تسعون سنة، ودفن بالقرافة رحمه الله تعالى.
وممن توفي فيها:
القاضي أبو الفضل عبد الرحمن بن عبد السلام ابن إسماعيل بن عبد الرحمن بن إبراهيم اللمعاني الحنفي من بيت العلم والقضاء، درس