أبو الفتح مسعود بن إسماعيل ابن علي بن موسى السلماسي، فقيه أديب شاعر، له تصانيف، وقد شرح المقامات والجمل في النحو، وله خطب وأشعار حسنة رحمه الله تعالى.
أبو بكر محمد بن عبد الوهاب ابن عبد الله الأنصاري فخر الدين ابن الشيرجي الدمشقي، أحد المعدلين بها، ولد سنة تسع وأربعين وخمسمائة، وسمع الحديث وكان يلي ديوان الخاتون ست الشام بنت أيوب، وفوضت إليه أمر أوقافها. قال السبط: وكان ثقة أمينا كيسا متواضعا. قال وقد وزر ولده شرف الدين للناصر داود مدة يسيرة، وكانت وفاة فخر الدين في يوم عيد الأضحى ودفن بمقابر باب الصغير رحمه الله تعالى وعفا عنه.
حسام بن غزي ابن يونس عماد الدين أبو المناقب المحلي المصري، ثم الدمشقي، كان شيخا صالحا فاضلا فقيها شافعيا حسن المحاضرة وله أشعار حسنة. قال أبو شامة: وله في معجم القوصي ترجمة حسنة، وذكر أنه توفي عاشر ربيع الآخر ودفن بمقابر الصوفية. قال السبط: وكان مقيما بالمدرسة الأمينية، وكان لا يأكل لاحد شيئا ولا للسلطان، بل إذا حضر طعاما كان معه في كمه شئ يأكله، وكان لا يزال معه ألف دينار على وسطه، وحكي عنه قال: خلع علي الملك العادل ليلة طيلسانا فلما خرجت مشى بين يدي تعاط يحسبني القاضي، فلما وصلت باب البريد عند دار سيف خلعت الطيلسان وجعلته في كمي وتباطأت في المشي، فالتفت فلم ير وراءه أحدا، فقال لي: أين القاضي؟ فأشرت إلى ناحية النورية وقلت: ذهب إلى داره، فلما أسرع إلى ناحية النورية هرولت إلى المدرسة الأمينية واسترحت منه. قال ابن الساعي كان مولده سنة ستين وخمسمائة، وخلف أموالا كثيرة ورثتها عصبته، قال: وكانت له معرفة حسنة بالاخبار والتواريخ وأيام الناس، مع دين وصلاح وورع، وأورد له ابن الساعي قطعا من شعره فمن ذلك قوله:
قيل لي من هويت قد عبث الشعر * في خديه. قلت ما ذاك عاره حمرة الخد أحرقت عنبر الخال * فمن ذاك الدخان عذاره وله:
شوقي إليكم دون أشواقكم * لكن لا بد أن يشرح لأنني عن قلبكم غائب * وأنتم في القلب لن تبرحوا