ولنار الدنيا التي توقد الصخر * خمود وللماء جمود وكذا للثرى غداة يؤم الناس * منها تزلزل وهمود هذه الأمهات نار وترب * وهواء رطب وماء برود سوف يفنى كما فنينا فلا * يبقى من الخلق والد ووليد لا الشقي الغوي من نوب الأيام * ينجو ولا السعيد الرشيد ومتى سلت المنايا سيوفا * فالموالي حصيدها والعبيد وممن توفي فيها:
أبو الفتوح نصر بن علي البغدادي الفقيه الشافعي ويلقب بثعلب، اشتغل في المذهب والخلاف ومن شعره قوله:
جسمي معي غير أن الروح عندكم * فالجسم في غربة والروح في وطن فليعجب الناس مني أن لي بدنا * لا روح فيه ولي روح بلا بدن أبو الفضل جبرائيل بن منصور ابن هبة الله بن جبريل بن الحسن بن غالب بن يحيى بن موسى بن يحيى بن الحسن بن غالب ابن الحسن بن عمرو بن الحسن بن النعمان بن المنذر المعروف بابن زطينا البغدادي كاتب الديوان بها، أسلم - وكان نصرانيا - فحسن إسلامه، وكان من أفصح الناس وأبلغهم موعظة، ومن ذلك قوله " خير أوقاتك ساعة صفت لله، وخلصت من الفكرة لغيره والرجاء لسواه، وما دمت في خدمة السلطان فلا تغتر بالزمان، اكفف كفك واصرف طرفك وأكثر صومك وأقلل نومك يؤمنك، واشكر ربك يحمد أمرك. وقال: زاد المسافر يقدم على رحيله، فأعد الزاد تبلغ بالمعاد المراد وقال: إلى متى تتمادى في الغفلة كأنك قد أمنت عواقب المهلة، عمر اللهو مضى وعمر الشبيبة انقضى، وما حصلت من ربك على ثقة بالرضا، وقد انتهى بك الامر إلى سن التخاذل وزمن التكاسل، وما حظيت بطائل. وقال: روحك تخضع وعينك لا تدمع، وقلبك يخشع ونفسك تجشع، وتظلم نفسك وأنت لها تتوجع، وتظهر الزهد في الدنيا وفي الحال تطمع، وتطلب ما ليس لك بحق، وما وجب عليك من الحق لا تدفع، وتروم فضل ربك وللماعون تمنع، وتعيب نفسك الامارة وهي عن اللهو لا ترجع، وتوقظ الغافلين بإنذارك وتتناوم عن سهمك وتهجع، وتخص غيرك بخيرك ونفسك الفقيرة لا تنفع، وتحوم على الحق وأنت بالباطل مولع، وتتعثر في المضايق وطرق النجاة مهيع، وتتهجم على الذنوب وفي المجرمين تشفع، وتظهر القناعة بالقليل وبالكثير لا تشبع، وتعمر الدار الفانية ودارك الباقية خراب بلقع، وتستوطن في منزل رحيل كأنك إلى ربك لا