ما لك فهو لك (1) تصنع فيه ما شئت، وأما حسين فإنه أن لم يردنا لم نرده، وأما جثته فإنا لا نشفعك [فيها] لأنه قد جهد أن يهلكنا، ثم قال:
وما نصنع بجثته بعد قتلنا إياه (2).
وقال الهيثم بن عدي: حدثني ابن عياش [ظ] عن مجالد، عن الشعبي قال: أدخل مسلم بن عقيل رحمه الله تعالى على ابن زياد، وقد ضرب على فمه، فقال: يا بن عقيل أتيت لتشتيت الكلمة؟ فقال: ما لذلك أتيت، ولكن أهل المصر كتبوا أن أباك سفك دماءهم وانتهك أعراضهم فجئنا لنأمر بالمعروف وننهى عن المنكر. فقال: وما أنت وذاك، وجرى بينهما كلام فقتله.
وقال هشام ابن الكلبي: قال أبو مخنف في إسناده: قال ابن زياد لابن عقيل: أردت أن تشتت أمر الناس بعد اتفاقه، وتفرق ألفتهم بعد اجتماعهما [كذا] وجرى بينهما كلام حتى قال له قتلني الله إن لم أقتلك قتلة لم يقتلها أحد في الاسلام. فقال له مسلم: أما إنك أحق من أحدث في الاسلام ما لم يكن فيه من سوء القتلة وقبح المثلة وخبث السريرة ولؤم الغلبة [ظ].
ثم قال ابن زياد: إصعدوا به فوق القصر، واضربوا عنه فأتبعوا رأسه جسده.