فقال: إني بت الليلة أرقا، ثم ملكتني عيني وانا جالس فسنح لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له: يا رسول الله ماذا لقيت من أمتك من الأود واللدد؟ فقال: ادع عليهم فقلت: اللهم أبدلني بهم خيرا لي منهم وأبدلهم بي شرا لهم مني. ودخل ابن النباح عليه فقال: الصلاة. فأخذت بيده فقام ومشى ابن النباح بين يديه ومشيت خلفه، فلما خرج من الباب نادى أيها الناس الصلاة الصلاة، وكذلك كان يصنع في كل يوم، ويخرج [كذا] ومعه درته يوقظ الناس، فاعترضه الرجلان، فرأيت بريق السيف وسمعت قائلا يقول: الحكم يا علي لله لا لك. ثم رأيت سيفا ثانيا، فأما سيف ابن ملجم فأصاب جبهته إلي قرنه ووصل إلى دماغه، وأما سيف ابن بجرة فوقع في الطاق وقال علي: لا يفوتنكم الرجل. فشد الناس عليهما من كل جانب، فأما شبيب بن بجرة فأفلت، وأما ابن ملجم فأخذ وأدخل على علي، فقال أطيبوا طعامه وألينوا فراشه، فإن أعش فأنا ولي دمي فإما عفوت وإما اقتصصت، وإن أمت فألحقوه بي ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين.
" 530 " قالوا: وبكت أم كلثوم بنت علي وقالت لابن ملجم - وهو أسير -: يا عدو الله قتلت أمير المؤمنين؟! قال: لم أقتل أمير المؤمنين ولكني قتلت أباك!!! فقالت: والله إني لأرجو أن لا يكون عليه بأس. قال فلم تبكين إذا أعلى تبكين؟ والله لقد أرهقت السيف ونفيت الخوف وخنثت الاجل (1) وقطعت الامل وضربته ضربه لو كانت بأهل عكاظ - ويقال:
بربيعة ومضر - لأتت عليهم، والله لقد سممته شهرا فإن أخلفني فأبعده الله سيفا وأسحقه.
" 531 " ويقال: إن أمامة بنت أبي العاص بن الربيع وليلى بنت مسعود