الصريمي، صريم مقاعس [كذا] بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة ابن تميم - ويقال: إن اسم البرك الحجاج - وعمرو بن بكير - ويقال: بكر أحد بني سعد بن زيد مناة بن تميم - فتذاكروا أمر إخوانهم الذين قتلوا بالنهروان، وقالوا: والله مالنا خير في البقاء بعدهم فلو شرينا أنفسنا فأتينا أئمة الضلال والفتنة فأرحنا العباد منهم ثائرين بإخواننا لرجونا الفوز عند الله غدا، فتعاهدوا وتعاقدوا ليقتلن علي بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص، ثم توجه كل رجل منهم إلى البلد الذي فيه صاحبه، فقدم عبد الرحمان بن ملجم الكوفة، وشخص البرك إلى الشام وشخص عمرو بن بكير - ويقال: بكر - إلى مصر وجعلوا ميعادهم ليلة واحدة وهي ليلة سبع عشرة من شهر رمضان (1).
فأما البرك فإنه انطلق في ليلة ميعادهم فقعد لمعاوية، فلما خرج ليصلي الغداة شد عليه بسيفه، فأدبر معاوية فضرب طرف أليته ففلقها ووقع السيف في لحم كثير، وأخذ [البرك] فقال: إن لك عندي خبرا سارا:
قد قتل في هذه الليلة علي بن أبي طالب، وحدثه بحديثهم. وعولج معاوية حتى برأ وأمر بالبرك فقتل.
وقيل: ضرب البرك معاوية وهو ساجد، فمذ ذاك جعل الحرس يقومون علي رؤس الخلفاء في الصلاة، واتخذ معاوية [بعد ذلك] المقصورة. وروى بعضهم أن معاوية لم يولد [له] بعد الضربة، وان معاوية كان أمر بقطع يد البرك ورجله ثم تركه فصار إلى البصرة فولد له في زمن زياد فقتله وصلبه وقال له: ولد لك وتركت أمير المؤمنين لا يولد له.
وأما عمرو بن بكير - ويقال: بكر - فرصد عمرو بن العاص في ليلة