كنتم شاخصين معي إلى عدوي فهو ما أطلب وأحب، وإن كنتم غير فاعلين فاكشفوا لي عن أمركم أرى رأيي فوالله لئن لم تخرجوا معي بأجمعكم إلى عدوكم فتقاتلوهم حتى يحكم الله بيننا وبينهم - وهو خير الحاكمين - لأدعون الله عليكم، ثم لأسيرن إلى عدوكم ولو لم يكن / 428 / معي إلا عشرة، أأجلاف أهل الشام وأعرابها أصبر على نصرة الضلال، وأشد اجتماعا على الباطل منكم على هداكم وحقكم؟ ما بالكم؟ ما دواؤكم؟ إن القوم أمثالكم لا ينشرون إن قتلوا إلى يوم القيامة.
فقام إليه سعيد بن قيس الهمداني فقال: يا أمير المؤمنين أءمرنا بأمرك، والله ما يكبر جزعنا على عشائرنا إن هلكت، ولا على أموالنا إن نفدت في طاعتك ومؤازرتك.
وقام إليه زياد بن خصفة فقال: يا أمير المؤمنين أنت والله أحق من استقامت له طاعتنا، وحسنت مناصحتنا، وهل ندخر طاعتنا بعدك لأحد مثلك، مرني بما أحببت مما تمتحن به طاعتي.
وقام إليه سويد بن الحرث التيمي من تيم الرباب فقال: يا أمير المؤمنين مر الرؤساء من شيعتك فليجمع كل امرئ منهم أصحابه فيحثهم على الخروج معك وليقرأ عليهم القرآن ويخوفهم عواقب الغدر والعصيان، ويضم إليه من أطاعه وليأخذهم بالشخوص.
فلقي الناس بعضهم بعضا، وتعاذلوا وتلاوموا، وذكروا ما يخافون من استجابة دعائه عليهم إن دعا، فأجمع رأي الناس على الخروج وبايع حجر ابن عدي أربعة آلاف من الشيعة على الموت، وبايع زياد بن خصفة البكري نحو من ألفي رجل، وبايع معقل بن قيس نحو من ألفي رجل، وبايع عبد الله بن وهب السمني [كذا] نحو من ألف رجل.
وأتى زياد بن خصفة عليا فقال له: أرى الناس مجتمعين على المسير